أغر مخيلات الأماني لموعها

أغرُّ مُخيلات الأماني لموعُها

وأشقى نفوس الشائميها طموعُها

دعتنا إلى حمد الرجال وذمهم

هموعُ سحابات لهم ودموعها

وللدهر فينا قسمة عجرفية

على السخط والمرضاة منا وقوعها

فهيماءُ في ضحل السارب كُرُوعُها

وهيماء في بحر الشراب كروعها

وسافلة يزري عليها سفولُها

ويافعة يزري عليها يفوعها

وفي هذه الدنيا عصائبُ لم تزل

لخطة ضيم لا لحقٍّ خنوعها

فلا في الهَنات المُحفظات إباؤها

ولا في الحقوق الواجبات بخوعها

فلا يأمنوا وليحذروا غبَّ أمرهم

فبغي الجدود العاليات صروعها

ومن أمنِ نفس أن تخاف ولم يكن

لتأمن من مكروهة لا تروعها

سينفر من أمن العواقب آمنٌ

بَلا مِن مُناه ما جناه خدوعها

وللناس أفعال يجازى مدادُها

وللدهر أحوال يكايل صُوعها

لعلَّ ذرى تهوي وعل أسافلاً

ستعلو وخفَّاض المباني رَفوعها

فكم من جدود ذل منها عزيزها

وكم من جدود عز منها ضَروعها

ألا أبلغا عني العلاء بن صاعدٍ

رسالة ذي نفسٍ قليلٍ هلوعها

فإن تحتجز فالله جمٌّ عطاؤه

وإن تحتجب فالشمس جم طلوعها

أبت نفسك المعروف حتى تبتلت

إلى اليأس نفس واطمأن مروعها

ولكنكم لا تبطنون محبة

لنخلتكم ما سحَّ أرضاً صقوعها

فقد عزفت عن كل ما كنت أبتغي

لديك فأمسى كبرياءً خضوعها

سأظلف من نفس بذلت سجودها

وكان حقيقاً أن يصان ركوعها

هي النفس أغنتها عن الدهر كله

قناعتها إذ لم يفتها قنوعها

عفاء على الدنيا إذا مستحقها

بغاها ومن تبغى لديه منوعها

جزتكم جوازي الشر يا آل مخلد

وأقوت من النعمى عليكم ربوعها

ولا انفرجت عنكم من الكره خطةٌ

ولا الْتَأَمَت إلا عليكم صدوعها

ولا صمدت إلا إليكم ملمة

ولا كان فيكم يوم ذاك دفوعها

ليهنيكُمُ أن ليس يوجد منكمُ

لبوس ثياب المجد لكن خلوعها

وأن ركايا الماء فيكم جَرورها

إذا كان في القوم الكرام نَزوعها

نظرنا فأجدى من عطاياكم المنى

وأندى على الأكباد منهن جوعها

وجدناكم أرضاً كثيراً بذورها

رواءً سواقيها قليلاً رُيوعها

فلا بوركت عين تسيح لسقيها

كما لم تبارك في الزروع زروعها

جهدناكم مرياً فقال ذوو النهى

لقد أشبهت أظلاف شاة ضروعها

ألا لا سقى الله الحيا شجراتكم

إذا ما سماء الله صاب هموعها

فما بردت للاغبين ظلالها

ولا عذبت للسائغين نبوعها

أبت شجرات أن تطيب ثمارها

وقد خبثت أعراقها وفروعها

نكحتم بلا مهر قوافيَ لستمُ

بأكفائها فاللائعات تلوعها

رويدكم لا تعجلوا ورُوَيدَها

ستغلو لدى قوم سواكم بضوعها

ستُمهَرُ أبكاري إذا وخدت بها

خَنوفُ المهارى بالفلا وضَبوعها

وإني إذا ما ضقت ذرعاً ببلدة

لجواب أقطار البلاد ذروعها

وليس القوافي بالقوافي إن اتّقى

هجوعكم عن حقها وهجوعها

وليست بأشباه الأفاعي عرامةً

متى لم يطل بالعيث فيكم ولوعها

وكانت إذا أبدت خشوعاً فخيِّبت

أبى عزها أن يستقاد خشوعها

ومن لم تجد في فضل كفيه مرتعاً

ففي عرضه لا في سواه رتوعها

ألا تلكم الغيد العطابيل أصبحت

إلى غيركم أرشاقها وتلوعها

عذارى قواف كالعذارى خريدها

يقود الفتى نحو الصبا وشَموعها

كسوناكم منها ونحن بِغرَّةٍ

مدائح لم تغبط بربح بُيوعها

وكم نزعت منا إليكم مطامع

فأضحت وعنكم لا إليكم نزوعها

لقد ضللت وجناء باتت وأصبحت

يُهزُّ إليكم رحلها وقطوعها

قضى ربها أن لا تحل نسوعها

يد الدهر إذ شدت إليكم نسوعها

تسربلتم النعمى فطال عثاركم

بأذيالها واسودَّ منها نصوعها

وما عطرت أثوابها إذ علتكمُ

ولا حسنت في عين راء دروعها

ولم تُظلَموا أن تعثروا في ملابسٍ

مُذيَّلةٍ أبواعُكم لا تبوعها

على أنكم طلتم بحظ علائكم

فلجَّ بعيدانٍ لئامٍ منوعها

بسقتم بسوق النخل ظلماً فأبشروا

ستسمو بكم عما قليل جذوعها

وقلتم رجحنا بالرجال بحقِّنا

وأي رجال لم تَزِنكم شُسوعها

وهل أنتم إلا مذيعو مَناسبٍ

تردُّ عليكم ما ادعاه ذيوعها

أحلّكم ورهاء يُرذمُ أنفُها

فيمخطها من شدة الموق كوعها

مفكك أوصال معلَّل فقحةٍ

عضوضٌ بسفلاه الأيور بلوعها

ضعيف اللُّتيّا في الدماغ سخيفها

قوي اللُّتيا في الحتار لذوعها

يلاحظُ دنياه فأحلى متاعها

طواميرُها في عينه وشموعها

وما عدمت وجعاءُ عبدون سلحةً

ولا طهرت إلا وفحل يقوعها

أنوفكم أعني بما قلت آنفاً

بني مخلدٍ حيَّ الأنوفَ جدوعها

أفدتم ثراء فاستفدتم عروبةً

وقد فضح الأنساب منكم شيوعها

وإن بيوت البدو لو تصدقوننا

لأبنيةٌ ما ظللتكم نُطوعها

ولو أنكم كنتم دهاقينَ سادةً

لما راقكم جوع العريب ونوعها

أبت ذكر حزوى منكمُ واشتياقكم

إليها قلوب ذكرُ جُوخَى يَضوعها

فَديتُم بني وهبٍ فإني رأيتهم

أبوا قذعةً يحتج فيها قذوعها

وأقنعهم من مجدهم ما كفاهمُ

وأعلى نفوس الراغبين قنوعها

وما درك الدهقان في قيل قائل

ألا ذاك خصاف النعال رقوعها

ألا ذاك بناء الحياض ورودها

ألا ذاك حلاب اللقاح رضوعها

وإن كان في عدنان نور نبوة

فَرُوْجٌ لظلماءِ الضلالِ صَدُوعها

ومن حكمها لعنُ الدعيِّ وثلبِهِ

إذا واصل الأرحام عُدَّ قطوعها

أرى سقم الدنيا بصحة حظكم

شفى داءها ضرّارُها ونفوعها

وهذا أبو العباس حيّاً مؤمّلاً

ضَروبُ الرؤوسِ الطامحات قَموعها

فتى من بني العباس كهلٌ جلاله

رَكوبٌ لأشراف النجاد طلوعها

فَروق لألباس الأمور فَصولها

ضَموم لأشتات الأمور جَموعها

ولله والأيام فيه وديعةٌ

تُداوى بها البلوى وشيكٌ نجوعها

وما برحت في كل حالٍ تسوسها

له شيمٌ زهر المحاسن روعها

فصبراً لأيام له سترونها

يطول عليكم أيها القوم سوعها

وقد شمتمُ منه ومن أوليائه

بوارقَ لم يُخلِف هناك لموعها

ألا تلك آساد الشرى وبروزها

فدتها خنازير القرى وقُبوعها

بدوا وجحرتم ظالمين بني استِها

فبتُّم وفي الأستاه منكم كُسوعها

وما يستوي في الطير صقر وهامة

لعمري ولا شحّاجها وسَجوعها

جمحتم إلى القصوى من الشر كله

وللدهر فيكم روعة سيروعها

وأبطركم أكل الحرام فأمهلوا

لكل أكول هوعةٌ سيهوعها

كأن قد دسعتم بالخبيث ولم تزل

لكم دَسَعاتٌ لا يُسقَّى دسوعها

ستُكسع منكم دولة حان بينُها

بدولة صدق قد أظل رجوعها

تقوم بها من آل وهب عصابةٌ

تحنَّت على نصح الملوك ضلوعها

لهم دولة منصورة بفعالهم

أبى النصر أن تنفض عنها جموعها

تقدمهم في كل فضل سيوفها

ومعروفهم في كل أزل دروعها

هنالك يشفى من صدورٍ غليلُها

إذا ما الدواهي طال فيكم شروعها

أرتني سعودي ذلك اليوم أنه

برود نفوس حُلِّئت ونُقوعها

ولا رقأت إبَّان ذاك دماؤهم

ولا أعين فاضت عليكم دموعها

منحتكموها شكم نفس أبية

قليل عن الطاغي الأبيِّ كيوعها

فدونكم شوهاء فوهاء صاغها

مُشوِّهُ أقوال وطوراً صَنوعها

وما كنت قوال الخنا غير أنني

قَؤولُ التي تشجي اللئيم سَموعها

رَؤومُ صفاةٍ أنبتت وتفجرت

رَجومُ صفاةٍ أصلدت وقَروعها

وإني لمنَّاح الأنوف تحيتي

فإن جهلت حقي فعندي نشوعها

فإن شمخت من بعد ذاك فإنني

قَذوعٌ لآنافٍ قليلٍ قُذوعها

بحدٍّ جرت جري الرياح فأصبحت

سطوع ضياء النيِّرين سطوعها

فمن صد عن نفَّاحها وبرودها

فعندي له لفّاحها وسَفوعها

وإني لطلاب التي أنا أهلها

وغيري إذا ولت قفاها تبوعها

وما أنا في حال العطايا فَروحها

وما أنا في حال البلايا جزوعها

لقد سرَّت الدنيا وضرت جناتَها

فمجّاجها للقوم أرياً لَسوعها

فلا تأس للدنيا ولا تغتبط بها

فوهابها سلابها وفجوعها