أقاسم يا من لم يزل ذا نقيبة

أقاسمُ يا من لم يزلْ ذا نقيبةٍ

بجدٍّ وحدٍّ منه غير كليلِ

أتيتك مشتطّاً عليك مثقِّلاً

لأنك حمَّالٌ لكلّ ثقيلِ

ولي حاجةٌ في أن تُنيل وأن ترى

مكاني بلا منٍّ مكان مَنيلِ

وفي أن يكونَ النَّيلُ نيلاً معجَّلاً

كثيراً تراه لي أقل قليل

وأن تتلقاني مُجلّاً مُصانِعاً

كما صانعَ الجانِي وليَّ قتيلِ

وأن تتولّاني إذا اعتلَّ مذهبي

برفق طبيب مُحْسِنٍ بعليلِ

وفي أنْ إذا أطرقتُ إطراقَ خادمٍ

طفِقتَ تراعيني بعينِ خليلِ

وفي أن تمدّ الظلَّ لي وتديمَه

فما ظِلُّ خيرٍ زائلٍ بظليلِ

وفي هذه كلُّ اشتطاطِ وإنها

لتعظُمُ إلا عندَ كلّ جليل

وفي أنني قدرتُ فيك احتمالها

شفيعٌ وجيهٌ عند كلّ نبيل

وما برحتْ نفسي تنقّي ثمارَها

وتعطيكُها إعطاءَ غيرِ بخيل

وتحتقرُ الحظَّ الجزيلَ تقيسُه

بقدْرِك يا وهّابَ كلّ جزيل

ألم ترَ أنّي إذْ تضاءلَ سائلٌ

تضاؤلَ مقموعِ الرجاءِ ذليل

سموْتُ بنفسٍ لم تضاءلْ مخافةً

لتفعلَ بي أفعالَ غيرِ ضئيل

وطال مقالي في احتكامي وربّما

رأيتُ طويلَ القولِ غيرَ طويلِ

ومالي عديلٌ في اشتراطي شرائطي

وإنك لَلغادي بغيرِ عديلِ

فإن يكُ من آبائك الخيرُ سنةً

فمثلك من لم يعدُها لسبيلِ

وإلا فكنْ لي أوَّلاً في استنانِها

فما زلتَ مهدِيّاً بغيرِ دليل

رفعْتُك فوق الفاعلين بسومِها

فلا ترضَ مما دونها ببديلِ

لكيما يقولُ اللَّه والحقُّ والهوى

جميلٌ تقصّى فعلَ كلّ جميلِ

وما أنا فيما رمْتُه بمفنَّدٍ

وما أنا فيما قلْتُه بمُحيلِ

وكيف اقتصادِي في سؤاليكَ بعدما

أفضتَ من الخيراتِ كلَّ سبيلِ