إذا ما مدحت المرء تطلب رفده

إذا ما مدَحْتَ المرءَ تطلب رفدَه

ولم تَرج فيه الخيرَ إلا بِذَلكا

فأنت له أهْجَى البريَّة نيَّةً

وإن كنتَ قد أطريْتَهُ في مقالِكا

وأمْدَحُ ما تُلْفَى لمن أنتَ سائلٌ

إذا ما طرحْتَ المَدْحَ عند سُؤالكا

وطالبْتَ جدْاوه بغيرِ وسيلةٍ

كما طالبتْ يُمْناكَ ما في شِمالكا

مُدِلّاً عليه واثِقاً بسماحِهِ

ترى مالهُ دلّاً عليه كمالِكا

هل المدحُ إلا تركُك المدحَ مُلقياً

على كرمِ المسئولِ عبء اتِّكالكا

ترى جودَهْ يُغنيك عن كل وُصْلةٍ

وعن كُلِّ ما تُدْلي به من حِبالكا

ولا تتمارى في إحاطةِ علمِهِ

بمَكْنون ما أخطرْتَ فيه ببالكا

فتمدحُهُ بالفَهم والجودِ صامتاً

ولم يحتفلْ ذو منطق كاحتفالكا

هنالك أسْمَعْتَ القلوبَ مديحَهُ

وإن أنتَ لم تُسْمِعْهُ أذْناً هنالكا

مديحاً يعيه القلبُ لا السمعُ سالكاً

مسالكَ ليس القولُ فيهنَّ سالِكا