إني أراك بعين لا يراك بها

إنِّي أراك بعينٍ لا يراك بها

إلا امرؤٌ جُدِّدَتْ من طَرْفِهِ الحكمُ

ومن رآكَ بعينٍ غير كاذبة

رأى الذي كُلُّ شيء بعده أممُ

في النَّاسِ قومٌ يُريهِمْ إفكُ ظَنِّهِمُ

شمسَ النهارِ تُباري قطرها الرَّكم

ولستُ منهمْ معاذَ اللَّهِ إنهُمُ

سِيَّانِ فيما روَوْا من ذاكَ والنَّعم

بل هندسِيٌّ تُريني الشمسَ هَنْدستي

على الحقيقةِ في شخصٍ له عِظَم

ومنْ تَحلَّى بعين أبصرها

من حيث لا يتوارى شخصها العمم

ملأْتَ صدري جلالاً يا أبا حسنٍ

هُدَّت له مِنِّيَ الأركان والدِّعَم

فكلما رمتُ أن ألقاكَ أقعدني

ما لا يقوم له ساقٌ ولا قدم

وليس ذاك ببدعٍ لا ولا عجب

كذاك قِدما تهاب السادةَ الخدم

متى أقبِّلُ كفاً منك ما فتئت

ركناً يُقبَّل للجدوى ويُستلم

للناس في كل سر من أسِرَّتها

وادٍ ترفُّ على أرجائه النِّعم