دهر يشيع سبته أحده

دهرٌ يُشَيِّعُ سَبْتَه أحَدُهْ

متتابعٌ ما ينقضي أمَدُهْ

والحالُ من سعدٍ يساعدنا

طوراً ونحْسٍ مُعْقَبٍ نكدُهْ

يومٌ يبكِّينا وآونةً

يومٌ يبكِّينا عليه غَدُهْ

نبكي على زمن ومنْ زمنٍ

فبكاؤنا موصولةٌ مُدَدُهْ

ونرى مكارِهَنا مخلَّدةً

والعمرُ يذهب فانياً عَدَدُهْ

أفلا سبيل إلى تَبَحْبُحِنا

في سرمدٍ لا ينقضي أبَدُهْ

سَكْرى شبابٍ لا يعاقبه

هرمٌ وعيشٌ دائم رغَدُهْ

لا خير في عيشٍ تَخَوَّنُنا

أوقاتُهُ وتَغولنا مُدَدُهْ

يُعطَى الفتى الأيامَ يُنفقها

وقصاصُها أن يقترى جَلدُهْ

من أقرض الأوقاتَ أتلفَها

وقضى جميعَ قُرُوضِها جسَدُهْ

حتى يُغَيَّبَ في مُطَمْطَمَةٍ

لا أهلُه فيها ولا ولَدُهْ

وأجَلُّ ذلك أن تُرِكتُ سُدىً

من قاصم وأقرَّني بلَدُهْ

ملك إذا اسودّتْ لديَّ يدٌ

من غيره ابيضَّت لديَّ يدُهْ

مهما عَدِمْنا من سَدىً وندىً

عندَ الملوك فعندَه نَجِدُهْ

خلَتِ الإساءةُ من إرادته

ويريد إحساناً ويعتمدُهْ

ما انفكَّ يرفعُني وينفعُني

حتى أضرَّ بحاسدي حسدُهْ

قالتْ فضائلُهُ لآملهِ

نِعْم الفتى للدّهر تَعْتَقِدُهْ