مالي أسل من القراب وأغمد

مالي أُسَلُّ من القِراب وأُغمدُ

لِمَ لا أُجرَّدُ والسيوفُ تجرَّدُ

لِمَ لا أجرَّبُ في الضرائب مرة

يا للرجال وإنني لَمُهندُ

بل قد حكى التجريبُ أني صارم

ذَكَرٌ فلِمْ أُلْقَى ولا أُتقلَّدُ

لم لا أُحلَّى حليةً أنا أهلُها

فيُزان بي بَطَلٌ ويُكْفَى مشهدُ

إن الحُلَى عند الحسام وديعةٌ

ليست تضيع لديه لكن توجدُ

عرِّج أبا موسى عَليَّ فإنني

فيمن تليه ومن يليك مردَّدُ

أنا من علمتَ مكانه وابنُ الذي

ما زال فيكم يُستعان فيُحْمَدُ

لا تبتروا عندي وعند أبي يداً

بيضاء ما جُحدَتْ وليست تجحدُ

إن الأياديَ لا تُجَدُّ لديكُمُ

لكنْ تُدرَّعُ عندكم وتُعضَّدُ

أولوا وليكُم حديثاً مثله

يصل القديم وتُسْتَتمُّ به اليدُ

يثمرْ لكم حَمدين حمداً منكُم

لهما وحمداً منهما لا ينفدُ

لا بل دعونا وانظروا لصنيعكم

فينا فلم يك مثله يُستفسَدُ

أرعوا زروعكمُ عيونَ تَعهُّدٍ

منكم فمثلُ زروعكم تُتَعَهَّدُ

لا تُبرئوا داءَ الحسود بجفْوةٍ

مسَّتْ أخاً لَكُمُ عليكمْ يُحسَدُ

ما بال عزمك حين تنظُر نظرةً

في باب مصلحتي يُحَلُّ ويُعقَدُ

ما هذه الوقفات فيما تَرْتَئي

ولك البصيرةُ والزِّماعُ الأرْشَد

فَكِّرْ لَقيتَ الرشْدَ فيَّ فلم يزل

لك رأيُ صدقٍ في الأمور مسدَّدُ

أأجور عن رَشَدي وشيْبي شامل

وقد اهتديتُ له ورأسي أسودُ

أني وكيف تُضلُّني شمسُ الضحى

قصدي ويهديني الظلامُ الأربدُ

أنا من عرفتَ وفاؤه وصفاؤه

وولاءه إياكَ مذ هو أمردُ

فاسعدْ بفضل أمانتي وكفايتي

ونصيحتي مع أنَّني بك أسعدُ

إن لا أكن في كلِّ ذلك أوحَداً

فَرْداً فإني في المودة أوحدُ

هبني امرءاً ليستْ له بك حرمةٌ

تُرْعَى أما لي زَلَّةٌ تُتَغَمَّدُ