مدحتك مختارا فلم تك طائلا

مدحتُك مختاراً فلم تكُ طائلاً

فلا تَلْحَيَنِّي إنْ هجوتُك مُحْرَجا

إذا مادحٌ أرَّقْتَ عينيهِ باطلاً

كواكَ بمكْواة الهِجاء فأنضجا

فإن قلت سَمْجٌ ما أتيتَ فصادقٌ

وبخسُك حقّي كان من قبلُ أسمجا

على أنه لا ذنب عند ذوي النُّهى

لناقِد أرضٍ عرَّفَ الناسَ بهرجا

رأى الناسَ يغترُّون منك بظاهرٍ

كذوبٍ فجلَّى منْ غرُورِك ما دَجَا

هجاكَ فلم يترك رجاء لمَنْ رجا

جداكَ ولا بقَّى هجاءً لمن هجا

وقد كان من يرجوك في سجن حيرةٍ

فأَوجَدَهم مِن ذلك السِّجْنِ مخرجا

ألا رُبَّ غِرٍّ باعك النومَ لَيْلَهُ

وراقبَ ضوء الفجر حتى تبلّجا

يدبِّجُ فيك الشعر ضَلّ ضلالهُ

فكافأتَ بالحرمانِ ما كانَ دَبَّجَا