يا رب ما أطول البلاء وما

يا ربِّ ما أطولَ البلاءَ وما

أكثرَ في أن بُليتُ لُوَّامي

يلومني الناسُ أنْ حُرِمْتُ وما

ألزمني اللَّهُ غيرَ إحرامي

كم بكَّتوني وعيَّروا أدبي

لمّا جفاني مَحلُّ إعظامي

قالوا ألا شُغْلَ يجتبيك له

وقد رأوْا غُلَّتي وتَحْوامي

فقلتُ لا تَعْجَبوا لأُفْهِمَكُمْ

وقد يمَسُّ القلوبَ إفهامي

أجلَّني قاسمٌ وأكْرمني

أكْرمَهُ من أراهُ إكرامي

همَّ بشغلي بمَعْملٍ فرأى

أنَّ أطْرافي تُجِمُّ آثامي

وأنَّ دأْبِي يَجُرُّ لي تَعباً

يُكثِرُ بعدَ الصحاح أسقامي

فصانَ عُمري عَنْ أن يُقَسِّمَهُ

بين ذنوبي وبينَ آلامي

صافي العطايا يظلُّ يمنع إخ

ساري من أن ينوبَ إغنامي

يدرُّ رزْقِي عليَّ في دَعَةٍ

مُنَفِّلي مالهُ وأيَّامي

فالنفس في عيشةٍ مُغفَّلةٍ

تَمُرُّ لي كالشهورِ أعوامي

أنفِقُ من مالهِ ومن عُمري

فيما ترى شَهوتي وإغرامي

سامية في مآربي هممي

نافذة في هواي أحكامي

في غيرِ عيبٍ يعيبُ مَنزِلتي

وغير ريب يُريبُ إسلامي

يا آل وهب حماةَ حَوزَتِنا

نكَّبَ عنكُم بسهمهِ الرَّامي

كم أجلِبُ العذرَ من مذاقتِه

لكن وتستشعرون إتْهامي

أضحى اجتهادي لِنَفْيِ عيبِكُمُ

مثل اجتهادي لنفي إعدامي