يا هل يخلد منظر حسن

يا هل يُخلَّدُ منظرٌ حَسنُ

لممتَّع أو مَخْبرٌ حسنُ

أم هل يطيبُ لمقلةٍ وَسنٌ

فيقرُّ فيها ذلك الوسنُ

أم هل يُبَتُّ لذاهبٍ قَرَنٌ

يوماً فيُوصَل ذلك القَرَنُ

كم مِنَّةٍ للدهر كدَّرها

لم تصفُ منه ولا له المِننُ

ما زال يكسونا ويسلبنا

حتى نظلَّ وشُكرنا إحَنُ

فمتى أراك بصرفِهِ زِيَناً

فهِيَ الزخارفُ منه لا الزِّينُ

يكفيك أن لا وجدَ مُدَّخَرٌ

أبداً وألا دمع يُختزَنُ

أبُنَيّ إنك والعزاءَ معاً

بالأمس لُفَّ عليكما كفنُ

فإذا تناولتُ العزاء أبى

نَيْلِيه أن قد ضمَّه الجُننُ

أبُنيّ إن أحزنْ عليك فلي

في أن فقدتُك ساعةً حزنُ

وإن افتقدت الحُزن مفتقِداً

لُبِّي لفقدِك للحَرِي القَمِنُ

بل لا إخال شجاك تَعْدَمُه

روحٌ ألمَّ بها ولا بَدنُ

تاللَّه لا تنفك لي شجناً

يمضي الزمان وأنت لي شجنُ

والآن حين ظعنت عن وطني

سمج المقام وطاب لي الظَّعنُ

ما أصبحت دنيايَ لي وطناً

بل حيث دارُك عنديَ الوطنُ

ما في النهار وقد فقدتك مِنْ

أنْسٍ ولا في الليل لي سَكنُ

يا حسرتا فارقتني فَنناً

غضاً ولم يُثمر ليَ الفننُ

ولقد تُسلّي القلبَ ذُكرتُه

أنِّي بأن ألقاك مرتَهَنُ

أولادنا أنتم لنا فِتنٌ

وتفارقون فأنتمُ مِحنُ

لهفي على سبق المنية بي

لو بيع لم يوجد له ثمنُ

يا عاذلي في مثل نائبتي

تُلْفَى دموعُ العين تُمْتَهنُ

فدعِ الملام فإنني رجل

عَدلٌ على العبرات مؤتمَنُ

أنفقتُ دمعي في مَواضعه

لا الوَكسُ يلحقُني ولا الغَبنُ

أبكانيَ ابني إذ فُجعت به

لم تُبكِني الأطلال والدِّمنُ

وعكَفْتُ بالقبر المحيط به

فاعذِرْ فلا صنمٌ ولا وثنُ