يا واحد الناس في الآلاء والمننِ

يا واحدَ الناس في الآلاءِ والمننِ

والمستجارُ به من نَوْبِة الزمنِ

وابنَ الذين بَنَوْا آساس دولتهم

على النبوةِ والقرآنِ والسُّننِ

أشدُّ ما بيَ مِنْ شَكْوٍ ومن ألمٍ

فَقْدي جَنَى مقلتِي من وجهِكَ الحَسَنِ

وفوتُ ما كنتَ تُلقيه إلى أُذني

من فَضْلِ علم يُجَلَّى عنه باللَّسنِ

ومن بدائع ظَرفٍ ذاتِ أَوْشيةٍ

تَدُقُّ عن أن تراها أعينُ الفطنِ

كتبتَ طولاً بأبياتٍ وجَدْتُ بها

خِفَّاً وقد كنتُ في ثِقْلٍ مِنَ المِحَنِ

وكيف أشكُر لُطْفاً ساقَ عافيةً

هيهاتَ ليس لذاك اللُّطْفِ من ثمنِ

وقبل ذلك بِرٌّ منكَ آنسني

حتى سلوْتُ عن الخُلان والوطنِ

أعجِبْ بِبرٍّ تعلمتُ العقوقَ به

فما أحِنُّ إلى إلفٍ ولا سكنِ

يا زينةَ الدين والدنيا إذا احتفلا

وأظهرا ما أعدَّاهُ مِنَ الزِّيَنِ

يا مَنْ يرى حاسدوُه أنَّ تَرْكَهُمُ

حسنَ الثناءِ عليه أعظم الغبنِ

نُعْماك عنديَ في مثواه مُعتَقَدٌ

والشكرُ عندك في مثواه مُرتهن

أجريتَ حُبِّيك مني بالذي اصطنَعَتْ

يداك عنديَ مجرى الرُّوح في البدنِ

أطال عمرَك في النعماءِ واهبُها

مقرونةً لك والعلياءُ في قَرنِ

مُسَلَّمَ النفسِ والأحبابِ من مِحنٍ

تكدِّرُ العيشَ أحياناً ومن فِتنِ