ربع المودة بالحشا مأنوس

رَبْعُ الْمَوَدَّةِ بِالْحَشَا مَأْنُوسُ
بِهَوَى الأَحِبَّةِ مَا عَرَاهُ دُرُوسُ
وَلَدَيَّ لِلْأَحْبَابِ ذِكْرُ مَعَاهِدٍ
رَوْضُ الْفُؤَادِ بِحُبِّهَا مَغْرُوسُ
وَلَئِنْ كَبَا طَرْفُ الْقَرِيحَةِ عَنْهُمُ
لِحَوَادِثٍ مِنْهَا الْحَشَا مَخْلُوسُ
فَهَوَايَ صَبٌّ فِيهِمُ وَمَوَدَّتِي
إِنَّ الْمَوَدَّةَ لِلْوَفَا تَأْسِيسُ
سَنَدِي أَبَاحَسَنٍ أَمِثْلُكَ وَهْوَ مَنْ
أَرْسَى لَدَيْهِ الْعِلْمُ وَالتَّقْدِيسُ
وَتَشَعْشَعَتْ أَنْوَارُهُ إِذْ أَشْرَقَتْ
مِنْهُ بُدُورُ مَعَارِفٍ وَشُمُوسُ
وَبِهِ عَلَى تِطْوَانَ صَابَتْ أَسْعُدٌ
وَلَقَدْ هَمَى مِنْ قَبْلُ فِيهَا الْبُوسُ
يَنْمِي إِلَى مِثْلِيَ غَدْراً وَهْوَ مَنْ
مَا زَالَ أَفْرَاسَ الْوَفَاءِ يَسُوسُ
وَيَذُمُّ مَنْ نَبَذَ الْعُهُودَ وَحَادَ عَنْ
سَنَنِ الْعُلاَ إِنِّي إِذَنْ لَخَسِيسُ
غَيْرِي قََتِيلُ الْوُدِّ مَرْمُوسُ الْهَوَى
تَثْنِيهِ عَنْ سَنَنِ الْكِرَامِ عَرُوسُ
أَيَصُدُّنِي عَنْ نَشْوَتِي بِخِطَابِكُمْ
وَهْوَ الْمُنَى رُودٌ زَهَتْ وَلَبُوسُ
لاَ وَالذِي أَعْلاَكَ سُمْتَ الْعُلاَ
عَرْشاً عَنَتْ لِسَنَائِهِ بَلْقِيسُ
وَكَسَا بِلاَدَكَ مِنْ سَنَاكَ مُلاَءَةً
وَلَقَدْ كَسَاهَا قَبْلَكَ الْحِنْدِيسُ
مَا حِدْتُ عَنْ سَنَنِ الْكِتَابَةِ عَنْ رِضىً
لَكِنْ لِوَاءَ عَزَائِمِي مَنْكُوسُ
وَرَوِيَّتِي مَشْغُولَةٌ وَقَرِيحَتِي
أَوْدَى بِهَا الإِقْرَاءُ وَالتَّدْرِيسُ
وَإذَا أَرَدْتَ حَقِيقَتِي فَأَنَا الذِي
مَا حَدَّ طِبَّ هَوَايَ جَالَيْنُوسُ
وَلَرُبَّ مَحْرُوقِ الْجَوَى بِلَظَى الْهَوَى
يَثْنِيهِ عَنْ بَثِّ السَّقَامِ رَسِيسُ
فَمِنَ الْمَعَانِي خُرَّدٌ دَلَّهْنَنِي
عَقْلِي بِسِحْرِ جَمَالِهَا مَأْلُوسُ
وَمِنَ الْبَيَانِ مُدَامَةٌ وَكُؤُوسُ
وَمِنَ الْبَدِيعِ حَدَائِقٌ وَغُرُوسُ
إِنْ كُنْتُ أَخَّرْتُ الْكِتَابَةَ لاَهِياً
لاَ خَامَرَتْنِي بِالسُّرُورِ كُؤُوسُ
وَتَبَرَّأَتْ مِنِّي السُّرَاةُ وَخَانَنِي
أَدَبِي وَلاَ اشْتَمَلَتْ يَدِيَّ طُرُوسُ
- Advertisement -