طال الطريق إلى فاس على الساعي

طَالَ الطَّرِيقُ إِلىَ فَاسٍ عَلَى السَّاعِي
مُضَاعَفُ الشَّوْقِ بِالآنَاءِ وَالسَّاعِ
تَأَجَّجَتْ نَارُهُ السَّوْدَاءُ لَمَّا دَعَا
إِلىَ الرَّحِيلِ عَنِ الْحَمْرَالَهُ دَاعِ
وَقَالَ دَاعِي السُّرَى نَادَيْتُ مُسْتَمِعاً
وَقَالَ دَاعِي الْعَنَا أَبْلَغْتَ أَسْمَاعِي
وَكُلَّمَا سِرْتُ عَنْهَا قَيْدَ شِبْرٍ سَرَى
طَيْفُ اشْتِيَاقٍ إِلىَ أَهْلِي وَأَشْيَاعِي
وَمُنْشِئِي حَيْثُ خَالَفْتُ هَوَايَ وَلَمْ
أَكُنْ لِمَنْ قَدْ نَهَى عَنْهُ بِمِطْوَاعِ
وَرُضْتُ أَفْرَاسَ تَحْسِينِي وَإِبْدَاعِي
بَيْنَ حَدَائِقِ أَشْعَارِي وَأَسْجَاعِي
حَتَّى إِذَا كَانَتِ الْبَيْضَاءُمِنْ كَثَبٍ
عَادَ الْحَنِينُ إِلىَ الحَمْرَاءِ وَالدَّاعِي
لِمْ لاَ وَفِيهِمْ أُصَيْحَابِي الذِينَ ثَرَوْا
وَهُمْ بِهَا بَيْنَ أَحْشَائِي وَأَضْلاَعِي
فَارَقْتُهُمْ غَيْرَ مُذْمُومٍ جُوَارَهُمُ
حَاشَا الأُلىَ وَرِثُوا الْفَضْلَ بِإِجمَاعِ
أَسْتَوْدِعُ اللهَ مِنْهُمْ كُلَّ مُؤْتَمِنٍ
عَلَى الْوِدَادِ لِثَدْيِ الصِّدْقِ رُضَّاعِ
- Advertisement -