الحمد لله ما يوقي

الحَمدُ لِلَّهِ ما يُوَقّي

أَكثَرُ مِن كُلِّ ما يُلَقّي

يا فَجعَتي بِالحَبيبِ سحّي

دَمعي وَقَلبي عَلَيهِ شقّي

وَاِكتَتِبي ثُكلَهُ بِدَمعي

في وَجناتي مَكانَ رقِّ

أَكَوكَبٌ غارَ في ضَريح

أم درَّةٌ صُنتها بِحقِّ

في جَنَّةِ الخُلدِ عِندَ رَبّي

حَيثُ تَناهى بي التَرَقّي

فازَ ثَواباً بِما تَشَكّى

وَلا ثَوابٌ بِغَيرِ شقِّ

إِن كانَ طِفلاً فَفي حجاهُ

أَربى عَلى الأَشيَبِ الأَمَقِّ

اِبعُد فَقَد هِجت عبرَتي يا

نوروزُ لِلحادِثِ الأَشَقِّ

لا سَمعَ الجارُ فيكَ عِندي

حَسيسُ نارٍ وَلا مُدقِّ

لا يَملِكُ الناسُ بِالهَدايا

مِن بَعدِ عبد الغَنِيِّ رِقّي

مِن أَجلِهِ كُنتُ مادِحاً مَن

لَيسَ لِمَدحي بِمُستَحقِّ

وَلَستُ مِن بَعدِ ما تَوَلّى

أنعّمُ الناس بَل أبقّي

زَهَّدَني في النَعيمِ حَتّى

يَدنُس ثَوبي فَلا أُنَقّي

لَو بِتُّ ظَمآنَ حَولَ وِردٍ

لَم أَتَضَرَّع لِمَن يُسَقّي

لَو أَنَّ بِالمُنتَشي هُمومي

صَدَّتهُ عَن قَينَةٍ وَزقِّ

كَأَنَّني مِن أَذى أُناسٍ

بَينَ ذُبابٍ وَبَينَ بَقِّ

يا رَبِّ يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ

خُذ لي مِنَ الظالِمينَ حَقّي

غلَّظ قولٌ يُقال قَلبي

وَهوَ كَماءِ الهَوى الأَرَقِّ

قيلَ الكَبيرُ الأَجَلُّ خلقاً

قَضى عَلى الأَصغَرِ الأَدَقِّ

وَما يُتيحُ القَضاءُ إِلّا

أَنتَ وَلا يَنفَعُ التَوَقّي

فَإِن يَكُن ما يُقالُ حَقّاً

فَلا تذرهُ وَلا تُبَقّي

جَبرُ مُصابِ الأَبَرِّ عِندي

راحَةُ قَلبي مِنَ الأَعَقِّ

ماتَ أَحَقُّ الوَرى بِبِرّي

وَعاشَ مَن لَيسَ بِالأَحَقِّ