ترى قبلتك الريح عني وبلغت

تُرى قَبَّلَتكَ الريحُ عَنّي وَبَلَّغَت

مِنَ السِرَّ ما اِستَودَعتها حينَ هَبَّتِ

تَحِيَّةَ مُشتاقٍ يَعضُّ بَنانَهُ

عَلى قَدَمٍ زلّت وَلم تَتَثَبَّتِ

تَرَكتَ الَّتي مِن أَجلِها جَدَّ بي السّرى

عَلى أَنَّني أَحبَبتُها وَأَحبَّتِ

تَعَجَّبتُ إِذ مَدَّ النَوى لِوَداعِنا

يَداً كَيفَ لَم تُشلَل هُناكَ وَتَبّتِ

تَقولُ اِصطَبر كم ذا البُكاء فَقُلتُ ما

دُموعي جَرَت بَل أَبحُرُ الشَوقِ عَبَّتِ

تَميمِيَّة تَرقي الضَجيعَ بِريقِها

إِذا عَقرَب مِنها عَلى الصّدغِ دَبَّتِ

تَتيهُ عَلى شَمسِ الضُحى فَكَأَنَّها

مَعَ الحورِ في دارِ النَعيمِ تَرَبَّتِ

تَهُبُّ رِياحُ المِسكِ مِن نَفَحاتِها

فَما اِستَنشَقتها الشيبُ إِلّا وَشَبَّتِ

تَراءَت لِعَيني في المَنامِ فَأَطفَأَت

بِزَورَتِها نار الهَوى حينَ شَبَّتِ

تَمَثَّلتها حَتّى إِذا ما تَمَثَّلَت

طَرِبتُ كَأَنّي قَد دَعَوتُ وَلَبَّتِ