حسبت النوى تسلي فزدت بها هوى

حَسبتُ النَوى تُسلي فَزِدتُ بِها هَوىً

وَأَغلَقتُ بابَ الوَصلِ مِن حَيثُ يُفتَحُ

حُرِمتُ وِصالَ الحبِّ في طَلَبِ الغِنى

وَأَيُّ غِنىً في وَجهِهِ كُنتُ أَربَحُ

حَباني بِياقوتٍ مِنَ الخَدِّ أَحمَرٍ

وَدُرِّ فَمٍ مِنهُ سَنا البَرقِ يُلمَحُ

حَبيبٌ أحيّي مِنهُ بِالبَدرِ ناطِقاً

وَأَغبقُ خَمراً مَن لَماهُ وَأصبحُ

حسانُ الدمى تَصبو إِلى حُسنِ وَجهِهِ

وَصَلدُ الصَفا مِن لَمسِ كَفَّيهِ يَرشحُ

حُسِدتُ عَلَيهِ قاتَلَ اللَهُ حاسِدي

فَضَنَّ بِهِ الدَهرُ الَّذي كانَ يَسمَحُ

حمدتُ زَماني فيهِ ثُمَّ ذَمَمتُهُ

وَما زالَ هذا الدَهرُ يُهجى وَيُمدَحُ

حَديثٌ لَهُ في النَفسِ لَستُ أُذيعُهُ

فَتِذكارُهُ يوسي الفُؤادَ وَيَجرَحُ

حَضَرنا وَإِن غِبنا جسوماً خَواطِراً

فَنَحنُ قَريبٌ وَالمَنازِلُ نُزَّحُ

حَيا عبرَتي يُحيي الرُبى بَعدَ مَوتِها

وَأَنزَرُ مِنهُ الوابِلُ المُتَبَطِّحُ