ذو العرش أرجو بعفوه أن

ذو العَرشِ أَرجو بِعَفوِهِ أَن

أَسكُن طوبى وَأَنتَ جاري

ريحانَةَ النَفسِ كَيفَ أَنسى

وَقَد خَلَت مِن سَناكَ داري

رَجَوتُ بُقياكَ لِلمَعالي

وَاِختارَكَ اللَهُ بِاِضطراري

رَماكَ سَهمُ الرَدى فَأَصمى

بِهِ شمسُ الدَراري

رَشدتَ قَبلَ اِكتِمالِ عَشرٍ

وَاِزدَنت بِالحِلمِ وَالوقارِ

رَهينُ حُزنٍ أَبوكَ حَتّى

يَلقاكَ في مَنزِلِ القَرارِ

رَثى وَبَكّى فَقالَ قَومٌ

أَمَدَّهُ لُؤلُؤُ البِحارِ

رَثَّ جَديدُ الصِبا وَآضَت

كافورَةً مسكَةُ العذارِ

رُزِئتُ في نَرجسي وَآسي

وَياسَميني وَجُلَّناري

رَفَّهتَني ثُمَّ سمت نَفسي

يا جَنَّتي كَيفَ صِرت ناري

رَيّاكَ مِسكُ الشَبابُ عِندي

إِذ كُنتُ مُستَطرِفَ الثِمارِ

رُقتُ فَلَمّا دَنا قطافٌ

زُلتُ وَلَم يُغنِني حَذاري

رَبِّ وَما لي سِواكَ رَبٌّ

ردَّ رُقادي أَقل عثاري

ردَّ رُقادي وَنَجِّ إِنّي

غَرِقتُ في الأَدمُعِ الغِزارِ

رقَّت وَكادَت تَذوبُ نَفسي

فَقَوِّ عَزمي بِالاِصطِبارِ