رشا طام علوا فادعت يثرب الحشا

رَشاً طامَ عُلواً فَاِدَّعَت يَثرِبُ الحَشا

فَأَفطَرَ سُفلاً فَاِدَّعَت ردفهُ مِصرُ

رَبيبُ مَقاصيرٍ أَبوهُ وَأُمُّهُ

وَإِن كانَ أَبهى مِنهُما الشَمسُ وَالبَدرُ

رَضيتُ بِهِ مَولىً عَلى جورِ حُكمِهِ

وَقُلتُ لقَلبي اِصبِر لَعَلَّ الهَوى أَجرُ

رَأى ذلَّتي في العِشقِ فَاِعتَزّ وَاِعتَدى

عَلى مُهجَةٍ فيها لَهُ النَهيُ وَالأَمرُ

رَفَعتُ إِلى قاضي هَواهُ ظُلامَتي

فَوَقّع لِلمَظلومِ مَوعِدُكَ الحَشرُ

رَحيمٌ لِغَيري ذا الرَخيمُ كَلامُهُ

فَما بالُهُ ماء وَلي قَلبهُ صَخرُ

رَعى اللَهُ مَن يَهوى هَوايَ وَإِنَّني

عَلى العَهدِ باقٍ لا سُلُوّ وَلا غَدرُ

رُبا الوَصلِ قَبلَ اليَومِ كُنَّ خَوالِيا

بِأَوجُه أَحبابي فَعَطَّلَها الدَهرُ

رِياضٌ سَقى ماءُ الغمامِ شَقيقَها

وَجادَت بِلا غبٍّ أَقاحيها الخَمرُ

رياحينُ ما أَحيا الفُؤاد بِشَمِّها

قُبيل النَوى حَتّى أبيح لَهُ الهَجرُ