سلام على الأحباب تفتقه الصبا

سَلامٌ عَلى الأَحبابِ تَفتقُهُ الصبا

كَما فَتَقَ المِسك الزَكيّ التَنَفُّسِ

سقوا الغَيثَ حَتّى يورِقَ العَيشُ عِندَهُم

وَيَختال في حَليٍ وَأَثواب سُندُسِ

سَواء عَليّ اللَيل وَالصُبح بَعدَهُم

وَلَو بِتُّ فيهِم لَاِنجَلى كُلُّ حندسِ

سَناهُم سِراجي وَالخُدود شَقائِقي

وَتِلكَ العُيونُ البابِلِيّاتُ نَرجسي

سَأَلتُ وَميضَ البَرقِ حَملَ رِسالَتي

إِلى ذي دَلالٍ مُطمعٍ لي موئِسِ

سَرى موهناً يَحدو دُموعي إِلى الحِمى

وَيَحكي لِعَيني ثَغرَ أَشنَبَ أَلعسِ

سَمَوت بِطَرفي نَحوَ إِبريزِ خَدِّهِ

لأَغنى فَقالَ اِرجِع غَنيّاً كَمُفلِسِ

سَعيداً شَقِيّاً بَينَ نارٍ وَجَنَّةٍ

مِنَ الصَبرَ عرياناً مِنَ السُقمِ مُلبسُ

سَباني بِمَخطوطٍ مِنَ المِسكِ أسودٍ

عَلى صَحنِ مَسبوكٍ مِنَ التبرِ أَملَسِ

سُوَيداءُ قَلبي لِلأَحِبَّةِ مَنزِل

وَذِكرُهُم في ظُلم اللَيلِ مُؤنِسي