لا تبعدني غدا وصلني

لا تُبعِدَنّي غَداً وَصِلني

بِقُربِ عَبدَيكَ يا غَنِيُّ

يَرجوكَ ذا العَبدُ فَاِعفُ عَنهُ

يا رُبَّما يَسعَدُ الشَقِيُّ

يَسِّر عَلَيهِ العَسيرَ وَاِنصُر

فَإِنَّكَ الناصِرُ الوَلِيُّ

يَئِستُ إِن لَم تَجُد بِعَفوٍ

يَنجو بِهِ عَبدُكَ العَصِيُّ

يَداكَ مَبسوطَتانِ رِزقاً

عاصيكَ يَرجوكَ وَالتَقِيُّ

يانِعُ رَوضِ الشَبابِ يَبسٌ

وَطائِعُ المُزدَهي أَلِيُّ

الدَهرُ بِالرَزايا

غَدراً عَلى أَنَّني وَفِيُّ

يَكفيني الشَيبُ إِنَّ فيهِ

رُشداً لِمَن قَلبُهُ غَوِيُّ

يُمناكَ لَو عِشتَ لي معيني

وَرَوضَتي خُلقُكَ الرَضِيُّ

يَذبُلُ لَو حَلَّ فيهِ وَجدي

لَخَرَّ دانيهِ وَالقَصِيُّ

ياسينُ لَمّا قَرُبتَ مِنها

وَقُلت قَد يَحذقُ الذَكِيُّ

يَومَئِذٍ عِندَنا صَنيعٌ

يَشهَدُهُ الكَهلُ وَالصَبِيُّ

يَمَّمكَ المَوتُ وَهوَ كَأسٌ

لَم يَنجُ مِن شُربها كَمِيُّ

يَشفَعُ عَبدُ الغَنِيِّ حَتّى

يَأمَنَ مِن خَوفِهِ عَليُّ

شافِعايَ فيهِ

مُحَمَّدٌ وَاِبنِيَ الزَكِيُّ

يا رَبِّ قَولُ النَبيِّ حَقٌّ

فَوَفِّ ما قالَهُ النَبِيُّ