نعد حصونا كل درع ومغفر

نَعُدُّ حُصوناً كلَّ دِرْع وَمِغْفرِ

وتَعدو المنايا في عَرينِ الغَضَنْفرِ

وإحدى بناتِ الدَّهرِ تَنْسِفُ أُحْدَهُ

وتَهدِم بالتدمِيرِ بنُيانَ تَدْمُرِ

نَبَا نَابُ عادٍ وهْو كالليْثِ عادِياً

ومَاتَتْ مُنى كِسْرَى الملوكِ وقيْصَرِ

وما دَرأَتْ عن تُبَّعٍ تُبَّعٌ له

صروفَ الرَّدَى الجاري على كلِّ قَسْوَرِ

أصمَّ وأصمَى ثُغرةَ الثَّغْرِ حادِثٌ

تحدِّثُنا عنه الثِّقاتُ فَنَمْتَرِي

هو البحرُ في ذا الخطبِ أعطاك دُرَّهُ

فُقْل للّسانِ اِنْظِمْ وللدمِعِ فاِنثُرِ

أَجَدّكَ بِزَّ الدهرُ شُهْبَ بُزَاتِهِ

وعزّ معزَّ الدولةِ اِبن المُظفَّرِ

أَعزَّ من اِقتادَ الخَميسَ إِلَى الوَغَى

وأَكرمَ من يُدْعى له فْوقَ مِنْبَرِ

تلثم حياءً يا زمان من العلا

مَضيتَ بمعروفٍ وجِئتَ بمُنْكَرِ

مَضيتَ فما للأرضِ بعدَكَ لم تَمِدْ

وما لسماءِ المجدِ لَم تتَفَطَّرِ

بعثتُ بها مشقُوقَةَ الجْيبِ ثاكِلاً

وإنْ فَتَقَتْ رِيح العزَاءِ بعَنبرِ