سئمت الليالي وأوجاعها

سَئِمْتُ اللَّيالي وأَوجَاعَها

وما شعْشَعَتْ من رحيقٍ بِصَابْ

فَحَطَّمتُ كَأْسي وأَلقَيتُها

بوَادي الأَسَى وجَحيمِ العَذابْ

فأَنَّتْ وقدْ غَمَرَتْها الدُّمُوعُ

وقَرَّتْ وقدْ فاضَ مِنْها الحَبَابْ

وأَلقى عليها الأَسَى ثَوْبَهُ

وأَقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئابْ

فأَيْنَ الأَماني وأَلْحانُها

وأَينَ الكؤوسُ وأَينَ الشَّرابْ

لقدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلامِ

وقدْ رَشَفَتْها شِفاهُ السَّرابْ

فمَا العَيْشُ في حَوْمَةٍ بَأْسُها

شَديدٌ وصَدَّاحُها لا يُجابْ

كَئيبٌ وَحِيدٌ بآلامِهِ

وأَحْلامِهِ شَدْوُهُ الانْتِحابْ

ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزاهِيرُهَا

فَنِمْنَ وقدْ مَصَّهُنَّ التُّرابْ

لوَيِنَ النُّحورَ على ذِلَّةٍ

ومُتْنَ وأَحْلامَهُنَّ العِذابْ

فَحَالَ الجَمَالُ وغَاضَ العبيرُ

وأَذْوى الرَّدَى سِحْرَهنَّ العُجَابْ