شعري نفاثة صدري

شِعْرِي نُفاثَةُ صَدْرِي

إنْ جاشَ فيهِ شُعوري

لولاهُ مَا انجابَ عَنِّي

غَيْمُ الحَيَاةِ الخطيرِ

ولا وجدتُ اكتئابي

ولا وجدتُ سُروري

بِهِ تَراني حزيناً

أَبكي بدمعٍ غزيرِ

بهِ تراني طروباً

أَجرُّ ذَيل حُبوري

لا أَنظمُ الشِّعْرَ أَرجو

بهِ رضاءَ الأَميرِ

بِمِدْحَةٍ أَو رثاءٍ

تُهدى لرَبِّ السَّريرِ

حسبي إِذا قلتُ شعراً

أَنْ يرتضيهِ ضَميري

مَا الشِّعرُ إلاَّ فضاءٌ

يرفُّ فيهِ مَقَالي

فيما يَسُرُّ بلادي

ومَا يَسُرُّ المعالي

وما يُثيرُ شُعوري

مِنْ خَافقاتِ خَيَالي

لا أَقْرُضُ الشِّعْرَ أَبغي

به اقتناصَ نَوَالِ

الشِّعْرُ إنْ لم يكنْ في

جمالِهِ ذا جَلالِ

فإنَّما هوَ طيفٌ

يَسعَى بوَادي الظِّلالِ

يقضي الحَيَاةَ طريداً

في ذِلَّةِ واعتزالِ

يا شِعرُ أَنتَ ملاكي

وطارِفِي وتلادي

أَنا إليكَ مُرادٌ

وأَنتَ نِعْمَ مُرَادي

قِفْ لا تَدَعني وحيداً

ولا أَدعْكَ تُنادي

فهلْ وجدتَ حُساماً

يُنَاطُ دونَ نِجَادِ

كمْ حَطَّمَ الدَّهْرُ

ذا هِمَّةٍ كثيرَ الرَّمادِ

أَلقاهُ تحتَ نعالٍ

من ذِلَّةٍ وحِدادِ

رِفقاً بأَهْلِ بلادي

يا منجنون العوادي