قف قليلا أيها الساري القمر

قِفْ قليلاً أَيُّها السَّارِي القَمَرْ

واصْطَبرْ

يَا سَمِيري في أُوَيْقاتِ الكَدَرْ

والضَّجَرْ

واسقِني مِنْ جَدْوَلِ النُّورِ البَديعْ

قَدَحَا

عَلَّني أَفْهَمَ هَيْنُومَ الرَّبيعْ

إِنْ صَحَا

كَمْ فُؤادٍ إذْ تَوَلَّتْهُ الشُّجُونْ

والهمومْ

بُثَّ أَسْلاكَكَ والدَّمْعُ هَتُونْ

مَا يرومْ

إِنْ تَكُنْ تَضْحَكُ سُخْراً بالبَشَرْ

يَا قَمَرْ

فَلَكَمْ أَحْزَنَكَ الدَّهْرُ الخَطِرْ

بالنُّكُرْ

أَيُّها القامُوسُ يا صَوْتَ الحَيَاةْ

وصَدَاهَا

وأَغانيها العِذابَ الشَّادِياتْ

وَنَدَاهَا

مَا لأَمْواجِكَ يُطْغِيهَا الغُرورْ

فَتَثُور

ثُمَّ تَأْوي نحوَ هاتيكَ الصُّخُورْ

كَالكَسيرْ

أَتُراها تَذْكُرَ الأَمْسَ الجَمِيلْ

وَسَلامَهْ

فَتُحَيِّي ذَلِكَ المَجْدَ النَّبِيلْ

بِابتِسَامَهْ

وَتُغَنِّي ثمَّ لا تَلْبَثُ أَنْ

تَحْتَوِيها

لَوْعَةُ اليَوْمِ فَتَبْكِي وَتَئِنُّ

لِشَقَاهَا