لإبراهيم خالصتي وودي

لإبراهِيمَ خَالِصَتي وَوِدِّي

وصَفْوُ سرِيرتي ووفاءُ عَهْدِي

فَتًى مازَالَ مُذْ نيطَتْ عليهِ

تَمائِمُهُ يُعِيدُ نَدىً ويُبدِي

تَفَرَّسَ نَاظِرُوهُ الخَيرَ فيهِ

وَلِيداً وَهْوَ في خِرَقٍ ومَهْدِ

فما سَحَبَ امرؤٌ شَرْوَاه فخراً

ذَلاَذِلَ رَيْطَةٍ وفُضُولَ بُرْدِ

أَغَرُّ عليهِ مُتَّكَلِي إذَا ما

تحامَتْني الوَرَى ولَهُ مَرَدِّي

كأنَّكَ تَسْتضيءُ بِهِ هِلالاً

إذَا اسْتَقْبَلْتَهُ أَو نَجمَ سَعْدِ

حَلَفْتُ لأوْقِفَنَّ عليهِ شُكْري

على رَغَبِ الورَى فيه وحَمْدي

وما أَلْبَسْتُهُ حُلَلَ امتداحِي

لِعَارِفَةٍ أُؤمِّلُها ورِفْدِ

وإنْ كَانَ الأنامُ بَنيْ نَدَاهُ

فَجادِيهِمْ بما يُجْدِيهِ يُجْدِي

فإِنَّ المَدْحَ مَدْحُ أخِي التصافي

من الإخوانِ لا مَدْحَ المُكدِّي

أإبراهيمُ يا أدنَى البَرَايَا

إلى عَدْوِي وأبعدُ عن تَعدّي

شَكَوْتُ إِلَيكَ إخْوانَ الليالي

جُزُوا شَرّاً بما صنعوهُ عندي

أَبَوْا إلاَّ مُجَانبتي ورَمْيي

على وِدِّي لهم بِقِلىً وصَدِّ

أَكَانَ جَزَاءُ ما سَيَّرتُ فيهِمْ

من الكَلِمِ التي يبقَينَ بَعْدي

فقد فَنِيَتْ قَوَافِي الشِّعْرِ ممّا

أُنيرُ بها مدائحَهُمْ وأُسْدِي

بُرُودَ ثناً مضاعفةً كأنّي

نَسَجْتُ لهم بها حَلَقَاتِ سَرْدِ

متى ما أُفْرِغَتْ يَوْماً عَلَيهِمْ

وَقَتْهُمْ بَأْسَ خَطِّيٍّ وهِندِي

ولو أنصفتُ حِينَ بَذَلْتُ نُصْحِي

لَهُمْ ومَحَضْتُهم إخلاصَ وِدِّي

وكابدتُ الذي كَابَدتُ فِيهِمْ

زَوُوني بينَ أَحْشَاءٍ وكِبْدِ

تغيَّرَ وِدُّ هَذَا الناسِ جَمْعاً

فما أَدرِي بِلَومِي مَنْ أُبدِّي

فلا أَعْدَاكَ لومُهُمُ فَإِنّي

كثيراً ما رأيتُ اللومَ يُعْدِي

فكم حُرٍّ عَلِقْتُ بهِ صَبَاحاً

فَأَمسَى وهو في أَثوابِ عَبْدِ

فلولا أن يقولوا جُنَّ هَذَا

وإِنِّي إنْ حَزَزْتُ حَزَزْتُ جِلْدِي

لَمَا أغضيتُ عن أَحدٍ وإنِّي

أُهَوِّنُ بالشِكَايةِ بعضَ وَجْدي

فيا ابنَ محمدّ بنِ تقيِّ اِسْمعْ

ثَنَاءَ مُبَرِّزٍ في النَّظْمِ فَرْدِ

سَحَائبُ إن تزُرْ نَادِيكَ تُقْلِعْ

مَوَاطِرُهنَّ عن أَحْوَاضِ شَهْدِ

تُشَارِكُني الورَى في الشعرِ ظُلْماً

عَلى أنِّي المُبرِّزُ فيهِ وَحْدِي