يا خليلي احبسا الركب إذا ما

يا خَلِيلَيَّ احْبِسَا الرَّكْبَ إذَا مَا

جِئْتُمَا عَن أَيْمَنِ الحَيِّ الخِيَامَا

وابلُغَا سُعدَى عن الصَّبِّ الذي

غَادرَتْهُ غَرَضَ السُّقْمِ السَّلامَا

واسْأَلاهَا وارْفُقَا جهدَكُما

عَجَباً واسْتَفْهِمَاهَا لا مَلامَا

ما لَهَا تحمِلُ أعْبَاءَ دَمِي

وَهْيَ لا تسطيعُ مِنْ ضَعْفٍ قِيَامَا

وبَرِيقٍ لاحَ وَهْناً بعدَمَا

هَدَأَ الطَّائِرُ في الوَكْرِ ونَامَا

في كَثِيفَاتِ الحَواشي دُلَّجٍ

يتجاوبْنَ فَيُشْبهنَ السَّوَامَا

بِتُّ أَرْنُوهُ بعينٍ ثَرَّةٍ

تَكِفُ الدَّمْعَ فُرَادَى وتُوَامَا

وَهْوَ يَفْرِي حِلَلَ اللَّيّلِ كَمَا

جَرَّدَ الفَارِسُ في الحَرْبِ حُسَامَا

وصَباً هَبَّتْ سُحَيْراً فَرَوَتْ

خَبَراً أوْقَعَ في القَلْبِ كَلامَا

حَدَّثَتْ أنَّ عُرَيباً باللّوَى

نَقَضُوا العَهْدَ ولمْ يَرْعَوا ذِمَامَا

واسْتَحَلّوا من دَمِ الصَّبِّ ولَمْ

يرْقُبُوا إلاًّ ولمْ يَخْشَوا أَثَامَا

يا عُرَيْباً حلَّلُوا سفكَ دَمِي

إنَّما حَلَّلتُمُ شَيْئاً حَرَامَا

نمتُمُ عَنْ سَهَرِي لَيلاً بِكُمْ

ومَنَعْتُمْ جفنَ عيني أن يَنَامَا

ما لكُمْ بدَّلْتُمونِي سَادَتِي

بالرِّضَا سُخْطاً وبالوصْلِ انْصِرَامَا

كُلَّما عَنَّ لهُ ذِكْرُكُمُ

أسْبَلَتْ أجفانُهُ الدَّمعَ سِجَامَا

وإذَا غَنَّتْ حَمَاماتُ الحِمَى

حَمَتِ النَّومَ وأَهْدتْهُ الحِمَامَا

لا يَلَذُّ العَيْشَ في يَقِظَتِهِ

لا ولا يَأْلفُ باللَّيْلِ المنَامَا

فَهْوَ بينَ اليَأْسِ مِنْكُمْ والرَّجَا

مَيِّتٌ حَيٌّ فَدَاووهُ لِمَامَا