يا طرس قل لخليلي اللذين هما

يا طِرْسُ قُلْ لخَليلَيَّ اللذَينِ هُمَا

كالعَينِ لِي في اجْتِلابِ النَّفْعِ والأُذنِ

يُمنَى يَدَيَّ ويُسْرَاهَا ومَنْ مَلَكَا

رِقِّي بِما أَسْلَفَا عِندي مِنَ المِنَنِ

هذَا يَميني إذَا كَانَ الدِّفَاعُ وذا

يُسْرَاي إنْ أَسْتعنْ يَوماً بِها تعِنِ

السَّيّدُ النُدْبُ درويش وصَاحِبُهُ

جَمَال عَطَّارةُ الأَمْصَارِ والمُدنِ

أُنُس المجَالِسِ نَجم الدِّين أطْربُ مَنْ

شَدَا ومَنْ بمُراعَاةِ اللُّحُونِ عُنِي

هَدَاكُمَا اللَّهُ إنِّي ما صَحبْتُكُمَا

إلاَّ وأرْجُوكُما عَوْناً عَلَى الزَّمَنِ

ولا لَبِسْتُكُمَا في كُلِّ نَائِبةٍ

إلاّ لِكَونِكُما من أَحْصَنِ الجُنَنِ

فَمَالِي اليَّومَ أستعْطِيكُما تِتَناً

وهَانَ لا بَارَكَ الرَّحمنُ في التِّتن

فَتَجْبَهاني بِرَدٍّ لا يقومُ لَهُ

صَبْرِي ولا يَتَقضَّى عندَهُ حزني

ما كَانَ عُذْرُكُمَا قَولاً لأَسْمَعُهُ

فإنَّ تتنَكُمَا مِنْ أعظَمِ الفِتَنِ

لو سُمْتُمانِيهِ بَيْعاً كُنتُ جِئْتُكُمَا

سَعْياً بما شِئْتُمَا بهِ من الثَّمَنِ

إنِّي لأنشُدُ إذْ خَيَّبتُمَا أمَلِي

بَيتاً لبعضٍ ذَوي الألْبابِ والفِطَنِ

ما كنتُ أوَّلَ سَارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ

ورَائدٍ أعْجبَتْهُ خُضْرَةُ الدِّمَنِ

وَقَاكُمَا اللَّهُ عُتْبي إنَّ أيْسَرَهُ

لا تَستقِرُّ عَليهِ الرُّوحُ في البَدَنِ

وسَلَّمَ اللَّهُ رَبِّي كُلَّ شَارِقَةٍ

عَليكُمَا ما شَدَتْ ورْقَاءُ في غُصُنِ