نصر بكل سعادة مقرون

نصرٌ بكل سعادةٍ مقرون

نالت به الدنيا المنى والدين

تقديم من شهد الوجودُ بأنه

ما زالَ بالتقديم فيه قمين

علقٌ ثمينٌ زينت الدنيا به

وافاه علق الملك وهو ثمين

تغزو المهابةُ عنه كل معاندٍ

ولو أنه اشتملت عليه الصين

وتشب حيث توجهت عزماته

حرباً كما وصفت لنا صفين

إن أصبحت وهي البرامك أمةٌ

في ظلمها فحاسمُهُ هارون

من قيسِ عيلانَ الذينَ سيوفُهم

ابداً تصولُ ظباتها وتصونُ

دانت فلهم في الفخر كل قبيلةٍ

من شأنها ألا تكون تدين

وكفاهم أن كان منهم مفخراً

معنى الوجودِ وسرها المكنون

ملكٌ إذا اضطربَ الزمانُ مخافةً

لم يعيه التسكين والتأمين

ألقى على أهل الضلالةِ كلكلاً

فلهم عويلٌ تحتهُ وأنين

وجرى إلى الأمد الذي لم يجره

ملكٌ ولم تصعد إليه ظنونُ

ومن العجائب أن يجود بمثلهِ

للخلقِ هذا الدهرُ وهو ضنينُ

حمالُ أثقالِ الورى متهللٌ

في حيث تعترضُ الحتوفُ الجونُ

في راحتيهِ لمعتفٍ ولمعتدٍ

يومي ندى ووغى منى ومنول

عذراً أبا يعقوب إن علاكم

قد أفنت الأمداح وهي فنون

لا يبلغ المنثور بعض مآثرٍ

صانت لك العليا ولا الموزون

كم مدحةٍ لك بعدها مذخورةٍ

تزن المدائحَ كلها وتزين

لو لم يسد إلا نظيركَ لم يحز

فيه الأمين مدى ولا المأمونُ

قد كان ما قد قلتُ يرقبُ حينهُ

حتى أتى ولكلِّ شيءٍ حينُ

ما زالَ أمركُمُ الذي هو عصمةٌ

والعزُّ لا يعدُوهُ والتمكينُ