ألا إن أبقى الذخر خير تنيله

أَلا إِنَّ أَبقى الذُخرِ خَيرٌ تُنيلُهُ

وَشَرَّ كَلامِ القائِلينَ فُضولُهُ

عَلَيكَ بِما يَعنيكَ مِن كُلِّ ما تَرى

وَبِالصَمتِ إِلّا عَن جَميلٍ تَقولُهُ

أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ في دارِ قُلعَةٍ

إِلى غَيرِها وَالمَوتُ فيها سَبيلُهُ

وَأَيُّ بَلاغٍ يُكتَفى بِكَثيرِهِ

إِذا كانَ لا يَكفيكَ مِنهُ قَليلُهُ

مَضاجِعُ سُكّانِ القُبورِ مَضاجِعٌ

يُجانِبُ فيهِنَّ الخَليلَ خَليلُهُ

تَزَوَّد مِنَ الدُنيا بِزادٍ مِنَ التُقى

فَكُلٌّ بِها ضَيفٌ وَشيكٌ رَحيلُهُ

وَخُذ لِلمَنايا لا أَبا لَكَ عُدَّةً

فَإِنَّ المَنايا مَن أَتَت لا تُقيلُهُ

وَما حادِثاتُ الدَهرِ إِلّا لِعُروَةٍ

تَفُتُّ قُواها أَو لِمُلكٍ تُزيلُهُ