ألا من لمهموم الفؤاد حزينه

أَلا مَن لِمَهمومِ الفُؤادِ حَزينِهِ

إِذا ابتَزَّ مِنهُ العَزمَ ضَعفُ يَقينِهِ

وَإِذ هُوَ لا يَدري لَعَلَّ كِتابَهُ

سَيُعطاهُ مَنشوراً بِغَيرِ يَمينِهِ

وَيَلتَمِسُ الإِحسانَ بَعدَ إِساءَةٍ

فَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ غَيرَ مُعينِهِ

إِذا ما اتَّقى اللَهُ امرُؤٌ في أُمورِهِ

وَكانَ إِلى الفِردَوسِ جُلُّ حَنينِهِ

سَعى يَبتَغي عَوناً عَلى البِرِّ وَالتُقى

لِيَبتاعَهُ مِن مالِهِ بِثَمينِهِ

فَصَفَّ الخَدينَ ما استَطَعتَ مِنَ القَذى

أَلا إِنَّما كُلُّ امرِئٍ بِخَدينِهِ

وَخَيرُ قَرينٍ أَنتَ مُقتَرِنٌ بِهِ

قَرينٌ نَصيحٌ مُنصِفٌ لِقَرينِهِ

وَكُلُّ امرِئٍ فيهِ وَفيهِ فَدارِهِ

عَلى ذاكَ وَاحمِل غَثَّهُ لِسَمينِهِ

لِكُلِّ مَقامٌ قائِمٌ لا يَجوزُهُ

فَدَع غَيَّ قَلبٍ خائِضٍ في فُتونِهِ

وَأَفضَلُ هَديٍ هَديَ سَمتِ مُحَمَّدٍ

نَبِيٍّ تَنَقّاهُ الإِلَهُ لِدينِهِ

عَلَيهِ السَلامُ كانَ في النُصحِ رَحمَةً

وَفي بِرِّهِ بِالعالَمينَ وَلينِهِ

إِمامُ هُداً يَنجابُ عَن وَجهِهِ الدُجى

كَأَنَّ الثُرَيّا عُلِّقَت بِجَبينِهِ

بِحَبلِ رَسولِ اللَهِ أَوثَقتُ عِصمَتي

وَخيرَتِهِ في خَلقِهِ وَأَمينِهِ