ألا من لنفس في الهوى قد تمادت

أَلا مَن لِنَفسٍ في الهَوى قَد تَمادَتِ

إِذا قُلتُ قَد مالَت عَنِ الجَهلِ عادَتِ

وَحَسبُ امرِئٍ شَرّاً بِإِهمالِ نَفسِهِ

وَإِمكانِها مِن كُلِّ شَيءٍ أَرادَتِ

تَزاهَدتُ في الدُنيا وَإِنّي لَراغِبٌ

أَرى رَغبَتي مَمزوجَةً بِزَهادَتي

وَعَوَّدتُ نَفسي عادَةً فَلَزِمتُها

أَراهُ عَظيماً أَن أُفارِقَ عادَتي

إِرادَةُ مَدخولٍ وَعَقلُ مُقَصِّرٍ

وَلَو صَحَّ لي عَقلي لَصَحَّت إِرادَتي

وَلَو طابَ لي غَرسي لَطابَت ثِمارُهُ

وَلَو صَحَّ لي غَيبي لَسَحَّت شَهادَتي

أَيا نَفسُ ما الدُنيا بِأَهلٍ لِحَيِّها

دَعيها لِأَقوامٍ عَلَيها تَعادَتِ

أَلا قَلَّما تَبقى نُفوسٌ لِأَهلِها

إِذا راوَحَتهُنَّ المَنايا وَغادَتِ

أَلا كُلُّ نَفسٍ طالَ في الغَيِّ عُمرُها

تَموتُ وَإِن كانَت عَنِ المَوتِ حادَتِ

أَلا أَينَ مَن وَلّى بِهِ اللَهوُ وَالصِبا

وَأَينَ قُرونٌ قَبلُ كانَت فَبادَتِ

كَأَن لَم أَكُن شَيئاً إِذا صِرتُ في الثَرى

وَصارَ مِهادي رَضرَضاً وَوِسادَتي

وَما مَلجَأٌ لي غَيرَ مَن أَنا عَبدُهُ

إِلى اللَهِ رَبّي شِقوَتي وَسَعادَتي