ألم نر يا دنيا تصرف حالك

أَلَم نَرَ يا دُنيا تَصَرُّفَ حالِكِ

وَغَدرَكِ يا دُنيا بِنا وَانتِقالِكِ

فَلَستِ بِدارٍ يَستَتِمُّ بِكِ الرِضا

وَلَو كُنتِ في كَفِّ امرِئٍ بِكَمَلِكِ

حَرامُكِ يا دُنيا يَعودُ إِلى الضَنا

وَذو اللُبِّ فينا مُشفِقٌ مِن حَلالِكِ

أَليفُكِ يا دُنيا كَثيرٌ غُمومُهُ

فَلَيسَ النَجاةُ مِنكِ غَيرَ اعتِزالِكِ

أَيا نَفسُ لا تَستَوطِني دارَ قُلعَةٍ

وَلَكِن خُذي في الزادِ قَبلَ ارتِحالِكِ

أَيا نَفسُ لا تَنسي كِتابَكِ وَاذكُري

لَكِ الوَيلُ إِن أُعطيتِهِ بِشِمالِكِ

أَيا نَفسُ إِنَّ اليَومَ يَومُ تَفَرُّغٍ

فَدونَكِهِ مِن قَبلِ يَومِ اشتِغالِكِ

وَمَسؤولَةٌ يا نَفسُ أَنتِ فَيَسِّري

جَواباً لِيَومِ الحَشرِ قَبلَ سُؤالِكِ

وَمِسكينَةٌ يا نَفسُ أَنتِ فَقيرَةٌ

إِلى خَيرِ ما قَدَّمتِهِ مِن فِعالِكِ

هُوَ المَوتُ فَاحتاطي لَهُ وَابشِري إِذا

نَجَوتِ كَفافاً لا عَلَيكِ وَلا لَكِ