إنا لفي دار تنغيص وتنكيد

إِنّا لَفي دارِ تَنغيصٍ وَتَنكيدِ

دارٌ تُنادي بِها أَيّامُها بيدي

لَقَد عَرَفناكِ يا دُنيا بِمَعرِفَةٍ

صَحَّت لَنا فَاِنقُصي إِن شِئتِ أَو زيدي

نَرى اللَيالِيَ وَالأَيّامَ مُسرِعَةً

فينا وَفيكِ بِتَفريقٍ وَتَبعيدِ

جَدَّ الرَحيلُ عَنِ الدُنيا وَساكِنها

يَرجو الخُلودَ وَلَيسَت دارَ تَخليدِ

يا نَفسُ لِلمَوتِ بي عَينٌ مُوَكَّلَةٌ

في كُلِّ وَجهٍ فَروغي عَنهُ أَو حيدي

إِن كانَتِ الدارُ لَيسَت لي بِباقِيَةٍ

فَما عَنائي بِتَأسيسٍ وَتَشيِيدِ

لَم يَكسُني الدَهرُ يَوماً مِن مَسَرَّتِهِ

إِلّا جَرى مِنهُ مَكروهٌ بِتَجريدِ

وَلي مِنَ المَوتِ يَومٌ لا دِفاعَ لَهُ

لَو قَد أَتاني لَقَد ضَلَّت أَقاليدي

الحَمدُ لِلَّهِ كُلُّ الخَلقِ مُنتَقِصٌ

مُصَرَّفٌ بَينَ خِذلانٍ وَتَأيِيدِ

وَكُلُّ ما وَلَدَتهُ الوالِداتُ إِلى

مَوتٍ تُؤَدّيهِ ساعاتُ المَواليدِ