الحرص لؤم ومثله الطمع

الحِرصُ لُؤمٌ وَمِثلُهُ الطَمَعُ

ما اِجتَمَعَ الحِرصُ قَطُّ وَالوَرَعُ

لَو قَنِعَ الناسُ بِالكَفافِ إِذاً

لَاِتَّسَعوا في الَّذي بِهِ قَنِعوا

لِلمَرءِ فيما يُقيمُهُ سَعَةٌ

لَكِنَّهُ ما يُريدُ ما يَسَعُ

يا حالِبَ الدَهرِ دَرَّ أَشطُرِهِ

هَل لَكَ في ما حاسَبتَ مُنتَفَعُ

يا عَجَباً لِاِمرِئٍ تُخادِعُهُ ال

ساعاتُ عَن نَفسِهِ فَيَنخَدِعُ

يا عَجَبا لِلزَمانِ يَأمَنُهُ

مَن قَد يَرى الصَخرَ عَنهُ وَالوَجَعُ

عَجِبتُ مِن آمِنٍ بِمَنزِلَةٍ

تَكثُرُ فيها الهُمومُ وَالوَجَعُ

عَجِبتُ مِن مَعشَرٍ وَقَد عَرَفوا ال

حَقَّ تَوَلَّوا عَنهُ وَما رَجَعوا

الناسُ في زَرعِ نَسلِهِم وَيَدُ ال

مَوتِ بِها حَصدُ كُلَّ ما زَرَعوا

ما شَرَفُ المَرءِ كَالقَناعَةِ وَال

صَبرِ عَلى كُلِّ حادِثٍ يَقَعُ

لَم يَزَلِ القانِعونَ أَشرَفَنا

يا حَبَّذا القانِعونَ ما قَنِعوا

لِلمَرءِ في كُلِّ طَرفَةٍ حَدَثٌ

يُذهِبُ مِنهُ ما لَيسَ يُرتَجَعُ

مَن يَضِقِ الصَبرُ عَن مُصيبَتِهِ

ضاقَ وَلَم يَتَّسِع بِهِ الجَزَعُ

الشَمسُ تَنعاكَ حينَ تَغرُبُ لَو

تَدري وَتَنعاكَ حينَ تَطَّلِعُ

حَتّى مَتى أَنتَ لاعِبٌ إِشِرٌّ

حَتّى مَتى أَنتَ بِالصِبا وَلِعُ

إِنَّ المُلوكَ الأُلى مَضَوا سَلَفاً

بادوا جَميعاً وَبادَ ما جَمَعوا

يا لَيتَ شِعري عَنِ الَّذينَ مَضَوا

قَبلي إِلى التُرابِ ما الَّذي صَنَعوا

بُؤساً لَهُم أَيَّ مَنزِلٍ نَزَلوا

بُؤساً لَهُم أَيَّ مَعقِعٍ وَقَعوا

الحَمدُ لِلَّهِ كُلُّ مَن سَكَنَ ال

دُنيا فَعَنها بِالمَوتِ يَنقَطِعُ