المرء مستأثر بما ملكا

المَرءُ مُستَأثِرٌ بِما مَلَكا

وَمَن تَعامى عَن قَدرِهِ هَلَكا

مَن لَم يُصِب مِن دُنياهُ آخِرَةً

فَلَيسَ مِنها بِمُدرِكٍ دَرَكا

لِلمَرءِ ما قَدَّمَت يَداهُ مِنَ ال

فَضلِ وَلِلوارِثينَ ما تَرَكا

يا سَكرَةَ المَوتِ قَد نَصَبتِ لِهَ

ذا الخَلقِ في كُلِّ مَسلَكٍ شَرَكا

يا سَكرَةَ المَوتِ أَنتِ واقِفَةٌ

لِلمَرءِ في أَيِّ آيَةٍ سَلَكا

أُخَيَّ إِنَّ الخُطوبَ مُرصَدَةٌ

بِالمَوتِ لا بُدَّ مِنهُ لي وَلَكا

ما عُذرُ مَن لَم تَنَم تَجارِبُهُ

وَحَنَّكَتهُ الأُمورُ فَاِحتَنَكا

خُضتَ المُنى ثُمَّ صِرتَ بَعدُ إِلى

مَولاكَ في وَحلِهِنَّ مُرتَبَكا

ما أَعجَبَ المَوتَ ثُمَّ أَعجَبُ مِن

هُ مُؤمِنٌ موقِنٌ بِهِ ضَحِكا

حَقُّ لِأَهلِ القُبورِ مِن ثِقَتي

أَن حَنَّ قَلبي إِلَيهِمُ وَبَكى

الحَمدُ لِلَّهِ حَيثُما زَرَعَ ال

خَيرَ اِمرُؤٌ طابَ زَرعُهُ وَزَكا

لا تَجتَني الطَيِّباتِ يَوماً مِنَ ال

غَرسِ يَدٌ كانَ غَرسُها الحَسَكا

إِنَّ المَنايا لَتَخبِطَنَّ فَلا

تُبقينَ لا سوقَةً وَلا مَلِكا

الحَمدُ لِلَّهِ لا شَريكَ لَهُ

حاشا لَهُ أَن يَكونَ مُشتَرِكا

الحَمدُ لِلخالِقِ الَّذي حَرَّكَ ال

ساكِنَ مِنّا وَسَكَّنَ الحَرِكا

وَقامَتِ الأَرضُ وَالسَماءُ بِهِ

وَما دَحى مِنهُما وَما سَمَكا

وَقَلَّبَ اللَيلَ وَالنَهارَ وَصَب

بَ الرِزقَ صَبّاً وَدَبَّرَ الفَلَكا