تنكبت جهلي فاستراح ذوو عذلي

تَنَكَّبتُ جَهلي فَاستَراحَ ذَوُو عَذلي

وَأَهمَدتُ غِبَّ العَذلِ حينَ انقَضى جَهلي

وَأَصبَحَ لي في المَوتِ شُغلٌ عَنِ الصِبا

وَفي المَوتِ شُغلٌ شاغِلٌ لِذَوي العَقلِ

إِذا أَنا لَم أُشغَل بِنَفسي فَنَفسُ مَن

مِنَ الناسِ أَرجو أَن يَكونَ بِها شُغلي

وَإِن لَم يَكُن عَقلٌ يَصونُ أَمانَتي

وَعِرضي وَديني ما حَيِيتُ فَما فَضلي

أَحِنُّ إِلى الدُنيا حَنيناً كَأَنَّني

وَلَستُ بِها مُستَوفِزاً قَلِقَ الرَحلِ

وَمَن ذا عَلَيها لَيسَ مُستَوحِشاً بِها

وَمُغتَرِباً فيها وَإِن كانَ ذا أَهلِ

سَأَمضي وَمَن بَعدي فَغَيرُ مُخَلَّدٍ

كَما لَم يُخَلَّدبَعدُ مَن قَد مَضى قَبلي

لَعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارٍ لِأَهلِها

وَلَو عَقَلوا كانوا جَميعاً عَلى رِجلِ

وَما تَبحَثُ الساعاتُ إِلّا عَنِ البِلى

وَلا تَنطَوي الأَيامُ إِلّا عَلى ثُكلِ

وَإِنّا لَفي دارِ الفِراقِ وَلَن تَرَ

بِها أَحَداً ما عاشَ مُجتَمِعَ الشَملِ