جرى لك من هارون بالسعد طائره

جَرى لَكَ مِن هارونَ بِالسَعدِ طائِرُه

إِمامُ اعتِزامٍ لاتُخافُ بَوادِرُه

إِمامٌ لَهُ رَأيٌ حَميدٌ وَرَحمَةٌ

مَوارِدُهُ مَحمودَةٌ وَمَصادِرُه

هُوَ المَلِكُ المَجبولُ نَفساً عَلى التُقى

مُسَلَّمَةٌ مِن كُلِّ سوءٍ عَساكِرُه

لِتُغمَد سُيوفُ الحَربِ فَاللَهُ وَحدَهُ

وَلِيُّ أَميرِ المُؤمِنينَ وَناصِرُه

وَهارونُ ماءُ المُزنِ يُشفى بِهِ الصَدى

إِذا ما الصَدِي بِالرِيقِ غَصَّت حَناجِرُه

وَأَوسَطُ بَيتٍ في قُرَيشٍ لَبَيتُهُ

وَأَوَّلُ عِزٍّ في قُرَيشٍ وَآخِرُه

وَزَحفٍ لَهُ تَحكي البُروقَ سُيوفُهُ

وَتَحكي الرُعودَ القاصِفاتِ حَوافِرُه

إِذا حَمِيَت شَمسُ النَهارِ تَضاحَكَت

إِلى الشَمسِ فيهِ بَيضُهُ وَمَغافِرُه

إِذا نُكِبَ الإِسلامُ يَوماً بِنَكبَةٍ

فَهارونُ مِن بَينِ البَرِيَّةِ ثائِرُه

وَمَن ذا يَفوتُ المَوتَ وَالمَوتُ مُدرِكٌ

كَذا لَم يَفُت هارونَ ضِدٌّ يُنافِرُه