لقد طال يا دنيا إليك ركوني

لَقَد طالَ يا دُنيا إِلَيكِ رُكوني

وَدامَ لُزومي ضِلَّتي وَفُتوني

وَطالَ إِخائي فيكِ قَوماً أَراهُم

وَكُلُّهُمُ مُستَأثِرٌ بِكِ دوني

وَكُلُّهُمُ عَنّي قَليلٌ غِنائُهُ

إِذا غَلِقَت في الهالِكينَ رُهوني

فَيا رَبِّ إِنَّ الناسَ لا يُنصِفونَني

وَكَيفَ وَلَو أَنصَفتُهُم ظَلَموني

وَإِن كانَ لي شَيءٌ تَصَدَّوا لِأَخذِهِ

وَإِن جِئتُ أَبغي شَيئَهُم مَنَعوني

وَإِن نالَهُم رِفدي فَلا شُكرَ عِندَهُم

وَإِن أَنا لَم أَبذُل لَهُم شَتَموني

وَإِن وَجَدوا عِندي رَخاءً تَقَرَّبوا

وَإِن نَزَلَت بي شِدَّةٌ خَذَلوني

وَإِن طَرَقَتني نَكبَةٌ فَكِهوا بِها

وَإِن صَحِبَتني نِعمَةٌ حَسَدوني

سَأَمنَعُ قَلبي أَن يَحِنَّ إِلَيهِمُ

وَأَحجُبُ عَنهُم ناظِري وَجُفوني

وَأَقطَعُ أَيّامي بِيَومِ سُهولَةٍ

أُزَجّي بِهِ عُمري وَيَومَ حُزونِ

أَلا إِنَّ أَصفى العَيشِ ما طابَ غِبُّهُ

وَما نِلتُهُ في عِفَّةٍ وَسُكونِ