مسكين من غرت الدنيا بآماله

مِسكينُ مَن غَرَّتِ الدُنيا بِآمالِه

كَم قَد تَلاعَبَتِ الدُنيا بِأَمثالِه

يَنسى المُلِحُّ عَلى الدُنيا مَنِيَّتَهُ

بِطولِ إِدبارِهِ فيها وَإِقبالِه

وَما تَزالُ صُروفُ الدَهرِ تَختُلُهُ

حَتّى تَقَنَّصَهُ مِن جَرفِ سِربالِه

لَيسَ اللَيالي وَلا الأَيّامُ تارِكَةً

شَيئاً يَدومُ مِنَ الدُنيا عَلى حالِه

يا بُؤسَ لِلجاهِلِ المَغرورِ كَيفَ أَبى

أَن يُخطِرَ المَوتَ في الدُنيا عَلى بالِه

المَرءُ يُنقِذُهُ ما كانَ قَدَّمَ في ال

دُنيا مِنِ اِحسانِهِ فيها وَإِجمالِه

يا مَن يَموتُ غَداً ماذا اِعتَدَدتَ لِكَر

بِ المَوتِ عِندَ غَواشيهِ وَأَهوالِه

يَموتُ ذو البِرِّ وَالتَقوى فَتَغبِطُهُ

وَلا تُنافِسُهُ في بَعضِ أَعمالِه

اِستَغنِ بِاللَهِ عَمَّن كُنتَ تَسأَلُهُ

فَاللَهُ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤآلِه