يا صاحبي رحلي لا تكثرا

يا صاحِبَي رَحلِيَ لا تُكثِرا

مِن شَتمِ عَبدِ اللَهِ مِن عَذلِ

سُبحانَ مَن خَصَّ ابنَ مَعنٍ بِما

أَرى بِهِ مِن قِلَّةِ العَقلِ

قالَ ابنُ مَعنٍ وَجَلا نَفسَهُ

عَلى مَنِ الجَلوَةُ يا أَهلي

أَنا فَتاةُ الحَيِّ مِن وائِلٍ

في الشَرَفِ الشامِخِ وَالنُبلِ

ما في بَني شَيبانَ أَهلِ الحِجا

جارِيَةٌ واحِدَةٌ مِثلي

يا لَيتَني أَبصَرتُ دَلّالَةً

تَدُلُّني اليَومَ عَلى فَحلِ

وَيلي وَيالَهفي عَلى أَمرَدٍ

يُلصِقُ مِنّي القُرطَ بِالحِجلِ

صافَحتُهُ يَوماً عَلى خَلوَةٍ

فَقالَ دَع كَفّي وَخُذ رِجلي

أُختُ بَني شَيبانَ مَرَّت بِنا

مَمشوطَةً كوراً عَلى بَغلِ

تُكنى أَبا الفَضلِ وَيا مَن رَأى

جارِيَةً تُكنى أَبا الفَضلِ

قَدنَقَّطَت في وَجهِها نُقطَةً

مَخافَةَ العَينِ مِنَ الكُحلِ

إِن زُرتُموها قالَ حُجّابُها

نَحنُ عَنِ الزوّارِ في شُغلِ

مَولاتُنا مَشغولَةٌ عِندَها

بَعلٌ وَلا إِذنَ عَلى البَعلِ

يا بِنتَ مَعنِ الخَيرِ لا تَجهَلي

وَأَينَ إِقصارٌ عَنِ الجَهلِ

أَتَجلِدُ الناسَ وَأَنتَ امرُؤٌ

تُجلَدُ في الدُبرِ وَفي القُبلِ

ما يَنبَغي لِلناسِ أَن يَنسُبوا

مَن كانَ ذا جودٍ إِلى البُخلِ

يَبذُلُ ما يَمنَعُ أَهلُ النَدى

هَذا لَعَمري مُنتَهى البَذلِ

ما قُلتُ هَذا فيكَ إِلّا وَقَد

جَفَّت بِهِ الأَقلامُ مِن قَبلي