يا عجبا للناس لو فكروا

يا عَجَباً لَلناسِ لَو فَكَروا

أَو حاسَبوا أَنفُسَهُم أَبصَروا

وَعَبَروا الدُنيا إِلى غَيرِها

فَإِنَّما الدُنيا لَهُم مَعبَرُ

وَالخَيرُ ما لَيسَ بِخافٍ هُوَ ال

مَعروفُ وَالشَرُّ هُوَ المُنكَرُ

وَالمَورِدُ المَوتُ وَما بَعدَهُ ال

حَشرُ فَذاكَ المَورِدُ الأَكبَرُ

وَالمَصدَرُ النارُ أَوِ المَصدَرُ ال

جَنَّةُ ما دونَهُما مَصدَرُ

لافَخرَ إِلّا فَخرُ أَهلِ التُقى

غَداً إِذا ضَمَّهُمُ المَحشَرُ

لَيَعلَمَنَّ الناسُ أَنَّ التُقى

وَالبِرِّ كانا خَيرَ ما يُذخَرُ

ما أَحمَقَ الإِنسانَ في فَخرِهِ

وَهوَ غَداً في حُفرَةٍ يُقبَرُ

ما بالُ مَن أَوَّلُهُ نُطفَةٌ

وَجيفَةٌ آخِرُهُ يَفخَرُ

أَصبَحَ لا يَملِكُ تَقديمَ ما

يَرجو وَلا تَأخيرَ ما يَحذَرُ

وَأَصبَحَ الأَمرُ إِلى غَيرِهِ

في كُلِّ ما يُقضى وَمايُقدَرُ