بحياة ما ضمت عرى الأزرار

بحياة ما ضمّت عرى الأزرار

بذمام ما في الحب من أسرار

بالحجر بالحجر المكرم بالصفا

بالبيت بالأركان بالأستار

باللّه إلا ما قضيت لبانة

تقضي بها وطرا من الأوطار

ويكف من أشجان صب يشتكي

جور الزمان وقلة الأنصار

بلّغ لأندلس السلام وصف لها

ما في من شوق وبعد مزار

وإذا مررت برندة ذات المنى

والتاج والديموس واللؤزار

سلم على تلك الديار وأهلها

فالقوم قومى والديار دياري

حيث استوت تلك المدينة معصما

ولوى عليها النهر نصف سوار

وامتد في تلك البطاح أمامها

ما شئت من ظل وماء جار

وتنسمت ريح المنى تلك المنى

فتبسمت في أوجه النظار

والروض قد سامى السماء لحسنه

لما ازدهى بالنهر والأزهار

فكأن ذاك النهر فيه مجرة

وكأن ذاك الزهر فيه دراري

وبسيحة العليا لنا متنزه

فيه من الأسماع والأبصار

حيث انتهت في الحسن كل حديقة

وجرى النسيم وفاح كل عرار

والغصن في حركاته متحير

بين الغناء وغنة الأطيار

ويكاد قلب الصب يفنى رقّة

بين النشيد ونغمة الأوتار

للّه كم بتنا بها من ليلة

وكأنها سحرٌ من الأسحار

ولكم قطعنا الدهر في ظل الصبا

ما بين اعذار وخلع عذار

عيش تلاعبت الخطوب بعهده

حتى غدا خبرا من الأخبار

ومعاهد كانت علي كريمة

لم يبق لي منها سوى التذكار

واحسرتا من ذكر أيام الصبا

ها قد بدا شيبي فأين وقاري

يا رب خذ بيدي من الذنب الذي

أنا حائر في بحره الزخار

لا تأخذ الجاني بما هو اهله

واغفر بجاه المصطفى المختار