لما رأوني فريدا حلس زاوية

لّما رأوْني فريداً حِلْسَ زاوِيَةٍ

مُستوحِشاً مِن أُناسٍ حِلْمُهُم سَفَهُ

قالُوا وضيعٌ سَلا عن حظِّه ورأى

أنَ النَّبيهَ هوَ المُستحْقَرُ النَّبِهُ

لوْ أنصَفوني أصاخُوا للنِّداء وهلْ

ترجى إصاخَةُ قَومٍ بعدَما انتَبهُوا

أنّى يكونُ وضيعُ النَّفسِ ذا هِمَمٍ

لهُ بإبلاغِها أقصى العُلا وَلَهُ

ما عابَني غيرَ أنِّي عِبْتُ شَهوتَهُ

إليهِ ظناً بأنّ الهِمَّةَ الشَّرَهُ

رَضِيتُ نَفسي لِنَفسي مُؤنساً حَدباً

إنْ ظُنّ بي بَلَهٌ أو ظُنَّ بي وَرَهُ

ففي بَلاغاتِ أهلِ العِلِم لي بُلَغٌ

وفي رياضِ الرَّياضاتِ لي نُزَهُ

وليس يُزري بنَفسي فقدَ مُؤنِسِها

وهَلْ يضُرُّ بِعَينِ الأكحَلِ المَرَهُ

ما أشبَهُوني فعادُوني لنَقصِهِمُ

وليسَ يشبهُ تِبراً خالِصاً شَبَهُ