والعلم إن كلف الإنسان خدمته

والعلِمُ إنْ كِلفَ الإنسانُ خِدمَتَهُ

فسوف يجعَلُ أحرارَ الورى خَدمَهْ

ومَنْ بنى قدرَهُ بالمَجدِ وَرَّثهُ

أسلافُهُ لا بعُلياهُ فقدْ هَدَمَهْ

مَنْ صادَمَ الدَّهَر مُغتَرَاً بقُوَّتِهِ

فاحكُمْ علَيهِ بأنَّ الدَّهرَ قد صَدَمَهْ

ومَنْ يُبِحْ قُرَناءَ السُّوءِ عِشرَتَهُ

يكُنْ قُصاراهُ مِن إيناسِهِمْ نَدَمَهْ

كَم من وَجودٍ إذا استَوْضَحْتَ صورَتَهُ

رأيْتَ أشرفَ مِن مَحصولِهِ عَدَمَهْ

وُكلُّ ذي شَرَفٍ لولا خَصائصُهُ

مِنَ الفضائلِ ساوى رأسُهُ قَدَمَهْ

وكَمْ يُقَبِّلُ ذو التَّحصيلِ خَدَّ فتىً

مِنَ مداراتُهُ أيامَّهُ خَدَمَهْ

أولى الُّغورِ بأنْ تُخشى مَعَرَّتُهُ

ئغرٌ يظنّ بعضٌ أنَّهُ رَدَمَهْ

نَعمْ وأحلى مذاقٍ تَستلِذُّ بهِ

وَجهٌ تشرَّبَ طَعْمَ العَيشِ وائتَدَمَهْ