أما لغراب البين ينحل مقتضى

أما لغراب البين ينحل مقتضى

اغتراب فيبدي شؤم صدح الصدادح

لقد هموا بالدهر من حيث غلبت

فواعله فاستل ما في الجوانح

لقد جار هذا الدهر حتى استبا

حَ سلب معنى أسام خولست بالسوانح

فأبقى لها وسم التشاؤم يستفز من

لا له في الدهر أقصى المطامح

وإلا فأهل التدبيرات جربوا

وقائعه فاستشرفوا للمطارح

فلم يركنوا فيه للأوائه ولا

لنعمائه واستروحوا بالنصائح

وأرزا للأحرار نأي أحبّة

خصوصا إذا ملوا زيارة نازح

وما ظمأ الأحباب يقطعه اتصا

ل روحانيات في اقتناص مراوح

وإن كان ود الود طنب في الحشا

بروحانيات طاهرات صحائح

قد اشمخرت هامات همة مرغبي

فلا أكتفي إلا بمغنى المسارح

ولكن إذا بعنا بأبخس قيمة

رجعت لبيت هو إحدى الصحاصح

ولسنا نبالي إن فراسخ بيننا

فإن الوداد راسخ واللوائح

نقيم شؤون الدهر في كل نازل

بحق أمين الوحي مبنى المرابح

وأشرق في وجه الأماني كوا

كب السعود فإبتم باغتنام المفاتح

وعشش منا القلب بالقدس شاهدا

مشاهد أهل الغراب أهل النوافح

وزهدنا في الكون طرا وأهله

وأودع سر العلم تحت الشراسح