تغربت عن أوطاني

تَغرَّبْتَ عنْ أوْطانِي

لَعَلَيْ أرَى أوْطانكْ

تغَرَّبْتُ عنْ دِياري

وعَنْ قَصْدي واخْتِياريَ

وَاخَلَعْتُ فيكٍ عِذارِي

وقد عَزنِي سُلْطاني

لَمَّا هِمْتُ في سُلْطانك

تغَيَّبتْ في الْمَعاني

حتَّى لَم يُجْدِ لِي ثاني

وحَنَّتْ لِيَّا الْمَعانِي

ونُودِيتُ مِنْ حَنانِي

احْفظْ سِرِّي من جَنَانَكْ

تَغيَّبْتُ عنْ ظِلالِي

وعَنْ رُتْبَةِ الْمِثالْ

إِلى حَضْرَةِ الْكمالِ

فَيَا رَاحَةَ الْهَيْمانِي

تَعَطَّفْ عَلَى هَيْمانَك

دَنَوْتُ دُنُوَّ الْعَبْدِ

بِسِرِّ تَجَلَّى عِنْدي

وقدْ زادَ بِيَّا وجْدِي

فما زِلْتَ بالإحْسانِ

تَقُدْني إِلى إِحْسانَك

فما زِلْتَ بي تُضْنيني

تُبْعِدْنِي وقد تُدْنِيني

وأنْشَدْتُ في التَّلْوينِ

خَلاَ قَصْري مِنْ بُسْتانِي

لَمَّا لاَحَ لِي بُسْتانَك

يا مَنْ ذِكْرُهُ أفْنانِي

وِصالُكْ لقدْ أحْيانِي

فَيَا مالِكاً وحْدانِي

اغْفِرْ جُرْمِي مَعْ عِصْيانِي

فقدْ ضَرَّنِي عَصْيانَكْ