سقاني حبي بكؤوس

سَقَانِي حِبَّي بِكُؤُوسْ

من خَمْرَةٍ لم تَنْعَصِر

مِنْها شَرَابْ أهْلِ الْخُلوص

وكُلُّ شَيْ فِيها ظَهَرْ

شَرَبْتُ منها جُرْعَتِي

وهِمْتُ فِيكَ يا ذا الجلاَلْ

وانْجَلتْ لِي جَلْوَتِي

وَلاَ رَأيْتُ إلاَّ الكمال

وأسْكَرتْني سَكْرَتِي

كما سَكِرْ منْهَا الرِّجالْ

مُدَامةَ تُحْيي النُّفُوسْ

ومَنْ شَرِب مِنْها سَكَرْ

قَد انْجَلَت لِي كالْعَروس

ورأيتُ شمساً وقَمَرْ

بالكْ تَكُنْ بُوِيح أخِي

وامْسِك السِّرَّ العجيب

كَيْ يَنْكَشِفْ لك الْغِطا

حَتَّى تُشَاهِد للحبيب

مِنَّك وَفيك هُ كُلَّ شيْ

إِنْ كُنْتَ فاهِم أو لبيب

إرجَعْ إِلى ذَاتِكْ وغَوِص

وإِيَّاك تَقفشى في الْوَعَر

تَبْقَى الْعَوام غَفْلَه جُلُوس

وأنْتَ تَرَى حِبَّك جَهَارْ

يا جاهلاً بذي الأمور

سَلِّم لنَا فِيما تَرَى

الْخَمْرُ بيننا تَدُور

والْكُلُّ نَحْنُ سُكَّرا

تَرَى الرجال مَعْنا حضورُ

وقُلُوبهم مِعَمَّرَا

تَراهُم الْكُلُّ رُقُوص

والسِّرُّ فِيهِم قد ظَهَر

وقد بَذَلُوا فيها النفوس

ولَيْلُهُم قَد صارَ نَهَار