صح عندي الخبر

صَحَّ عِنْدِي الْخَبَر

وسَرَى في سِرِّي

أنَّ عَيْنَ النَّظَر

عَيْنُ عَيْنِ الْفِكْرِ

أغْمِضِ الطَّرْفَ تَرى

وتَلُوحْ أخْبارَك

وافْنَا عَنْ ذَا الْوَرَى

تبْدو لَكْ أسْرارَكْ

وبِصَقْل الْمِرَي

بِهْ يَزَل إِنْكارَكْ

وتَلُوحْ لَكْ صُوَر

مِن عُيُونِ تَسْرِي

فالتفت إن ظهر

في سماك الدرى

الفلك بيك يدور

ويضيء ويلمع

والشموس بِيكْ والْبُدُور

فِيكْ تَغيب وتَطْلع

فاقْرَ مَعْنَى السُّطُور

الَّتي فِيكَ أجْمَعْ

لاَ تُغادِرْ سَطْراً

مِن سُطُورِكْ وادرِي

أيْشُ هُ مَعْنَى الْقَمَر

الذي فيكَ بِسري

بَحْر فِكْري عَمِيق

مِسْكُ كُلّو يَعْبقْ

مَن دَخَل لَوْ حَقيقْ

ليْسَ يَخَافَ أنْ يَغْرق

يَدْرُوا أهْلُ الطَّريقْ

مِن كلاَم عبدِ الْحَقّ

أنَّ ذَاكَ البَحَرْ

لَسْ يُقاس بِبَحْرِي

بَحْرُ فِكْرِي دُرَر

والزَّهْرُ في بَرِّي

فالْتَفتُّ الْخِطابْ

وسَمِعْتُوا مِنِّي

كُلِّي عَنْ كُلِّي غابْ

وَأنَا عَنِّي مَفْنِي

وارتَفَعْ لِي الْحِجاب

وشَهِدتُّ أُنِي

ما بَقالِي أثَرْ

غبْتُ أنا مَعْ أثْرِي

لَم نَجِد مَنْ حَضَر

فَي الْحَقيقهْ غَيرِي

ساداتِي وافْهمُوا

الْمُراد مِنْ قَوْلِي

سِرّي لَسْ نكْتُمُوا

عَنْ أحَد مِن أهْلِي

قَوْلِي لَس يَفْهمُوا

إِلاَّ مَنْ هُ مِثْلِي

سِلْكُ عِقْدي انْتَثَر

وبَدَا لِي دُرِّي

انظموه يا جوَارْ

إِنَّنِي في سُكْرِي