أبا منذر رمت الامور فقستها

أَبا منذِرٍ رُمتَ الامورَ فَقِستَها

وَساءلت عَنها كالحَريصِ المُساوِمِ

فَما كانَ ذو رأيٍ مِنَ الناسِ قِستَهُ

بِرأيِكَ الأمثلَ رأيَ البَهائِمِ

أَبا منذرٍ لَولا مَسيرُكَ لَم يَكُن

عراقٌ وَلا اِنقادَت مُلوكُ الأعاجِمِ

وَلا حَجَّ بَيتَ اللَهِ مُذ حَجَّ راكِبٌ

وَلا عَمَرَ البَطحاءَ بَعدَ المَواسِمِ

فَكَم مِن قَتيلٍ بَينَ سانٍ وَجزَّةٍ

كَثيرِ الأَيادي مِن مُلوكٍ قَماقِمِ

تَرَكتُ بأرضِ الجوزَجانَ تَزورُهُ

سِباعٌ وَعِقبانٌ لحزِّ الغَلاصِمِ

ذَوي سوَقةٍ فيهِ مِن السَيفِ خطةٌ

بِهِ رَمَقٌ حامَت عَلَيهِ الحوائم

فمن هارِبٍ مِنّا وَمن دائِنٍ لنا

أسيرٍ يُقاسي مُبهماتِ الأداهِمِ

فَدَتكَ نُفوسٌ مِن تَميمٍ وَعامِرٍ

ومِن مُضَرِ الحَمراءِ عندَ المآزمِ

هُمُ أَطمَعوا خاقانَ فينا فَأَصبَحَت

جَلائِبُهُ تَرجو اِحتَواءَ المَغانِمِ