الا يا من به يجلى الظلام

الا يا من به يجلى الظلام

عليك صلاة ربك والسلام

جمالك اترع الاكوان نوراً

ومنهجك الشريف لها نظام

ولولا نورك الآثار طمس

فلا شمس ولا قمر يشام

طلعت بنبعة الشرف المعلا

رسولا جنده الرسل الكرام

وفي دست الرسالة قمت فردا

لكل الانبياء هو الامام

لمجدك في معاريج التداني

مقام لا يدانيه مقام

وانت امين ربك في البرايا

لظل حماك يلتجيء الانام

قلوب العاشقين لها حنين

لذكرك واضطراب واضطرام

حباك الله وحيا من لدنه

به في قلبك انتظم الكلام

فانت لسر علم الله كنز

وانت لكل منقبة عصام

تذوب لك القلوب وليس بدعا

فمن يفنى بحبك لا يلام

تطوف ببابك الارواح وجدا

فيسكرها التشوق والغرام

وعينك اذ تنام فعن كمال

جليل الشأن قلبك لا ينام

ولولا وجهك الوضاح كل ال

برايا حيثما انتظمت ظلام

جلست على منصة كل فضل

لديك ملوك رتبتها قيام

وادوار الوجود تمر دهرا

وفي سلطان قبضتك الزمام

وانك يا ابن آمنة نبي

نبوته هي البدر التمام

بروزك اولا في الغيب لكن

ظهرت وانت للرسل الختام

بحقك يا مثير العيس ليلا

وساحات الحجيج لها التطام

بثايتك احتمل صبا جلوها

تأجج في جوانحه اصطلام

له حين انتهاض الركب نوح

كما قد ناح ينتدب الحمام

دعته الى الحجاز شؤن وجد

فمنه الدمع يحسده الغمام

واقعده كليل العزم حظ

يسير به الى ما لا يرام

كمن يبغي العراق تطير فيه

سوام كل بغيتها الشآم

فوالهفاه هل تصفو الليالي

وتدنو من اخي الوله الخيام

ويهدأ بالوصال قريح طرف

عليه النوم يا علوى حرام

وجسم للقلا اضحى سقيما

كأن عليه لم يشدد حزام

كأني كالخيال ولي دموع

لها كالغيث سح وانسجام

ولي قلب يقلب فوق جمر

هواه الخيف والبلد الحرام

وفي فيحاء يثرب لي حبيب

يسيل بسر رمشته الجهام

على اعتابه في كل آن

وجوه العالمين لها ازدحام

ومن وافى حماه ولاذ مما

دهاه بغير ريب لا يضام

وللاملاك والاملاك كم قد

يحط ببابه تاج وهام

تراب رحابه للعين كحل

وقد يبرى بعجته الجذام

رسول الله اضنى القلب هم

يتيه لعبأه الضرب الهمام

ولا فرس تثور ولا حصان

ولا سرح لدي ولا لجام

ولا من يدفع الاكدار عني

سوى الباري وجاهك لي حسام

واني يا عريق الجاه عبد

اخو ضعف متاعبه جسام

ولم يرع الخؤن له ذماما

وهل يرعى لدى الخب الذمام

يزور حماه للاغراض معن

وعن حب زيارته لمام

تركت طوائف الآمال الا

بجاهك يا محمد والسلام

فللخلان للميثاق نقض

وللاحباب عن طيش عرام

يقوم تلون الحرباء فيهم

كما في العيس تندلس النعام

تغيرت المعاهد جل ربي

وحط الجيش وارتفع القتام

فلم تنفع نصيحة ذي سداد

ولم يفد العتاب ولا الملام

ولم ترفع لغير علاك شكوى

اذا صعب المسير او المقام

احن اليك في صوتي خفوت

كما من ناقتي خفت البغام

اتيتك استجير بعرض حالي

وسيف العزم منثلم كهام

وغير ندى يديك فلا وراءٌ

يطيب به الفؤاد ولا أمام

بنات الدهر تطرقني لعلمي

واتعب هذه الناس الكرام

اترضى ان اعارك متعبات

وذيال المراح له جمام

طوت بي هذه الاكدار سقما

فلا حزم لدي ولا اعتزام

وهل يبدو لجوهرة بهاء

عليها وهي في الحفر الرجام

اغث يا روح جسم الكون يا من

تزول بسره الكرب العظام

اغث يا ابن العواتك يا حبيبا

بنهلة ريقه تحيى العظام

فلم اندبك والايام تبدي

قطوبا غير يعقبه ابتسام

ويطفيءُ لوعتي شبت بهم

وبالالطاف يندفع الضرام

وترفعني اكف العون حتى

يحير لذلك السر اللئام

وكم رام الحسود لي احتقاراً

ومنك حمى حماي الاحتشام

وانك بي من الثقلين اولى

بذي الدنيا وحين يرى الزحام

اغث يا صاحب الغارات اني

بجاهك في الشؤن لي اعتصام

حبيب الله ادركني فعرقي

له بجليل نسبتك العحام

اليك علت بسلسلتي جدود

ببضعتك الحسين لها انتظام

ومالي غير فضلك من مرام

ولا قلبي تسامره الحطام

فلاحظني بغوثك من زمان

به قد سامت الخف السنام

واعداء ولو كانوا رجالا

للذّ اليّ اذ ترمى السهام

ولكن من طغام الناس رد ال

جواب لهم يهون له الحمام

ضحكت لذي الشؤن وكل آن

فاعداء الكرام هم الطغام

ابا الزهراء يا شرف البرايا

ويا من شأن دولته الدوام

بك الشرف الصميم له افتتاح

ونظم المرسلين له اختتام

وعنك العلم والآيات جاءت

وبالله التول والهيام

ومنك طرائف الاحسان تبدو

وعنك الصوم يؤخذ والقيام

وكم خصمت بالمعنى خصاما

دهاهم من جلالتك انتقام

وكم اغنيت مسكينا عديما

وزال بلطف نفحتك السقام

هداك لكل ذي عقل كمال

ومنك لكل ذي نقص تمام

بحقك بالقبول اشمل ضراعي

لانشط والقبول هو الختام