خطرات ذكرك تستثير مودتي

خطرات ذكرك تستثير مودتي

ولذاك لم اعشق سواك حبيبا

تسري بسرك مثل سيرك لي دجى

فأحس منها في الفوأد دبيبا

لا عضو لي الا وفيه صبابة

اذ كت به لك يا حبيب لهيبا

تعطي لذراتي هواك وسره

فكأن اعضائي خلقن قلوبا

هيجت وجدي يا نسيم الصبا

هببت والقلب هياما صبا

ذكرتني لطف زمان مضى

لهفاه ما احلا زمان الصبا

كان لنا في الحي من حاجر

عيش فما اهنا وما طيبا

قد جمع الشمل باحبابنا

في خدر اسعاف منيع الخبا

والدهر عن تفريقنا غافل

والحظ لطفا يملا الاكوبا

غارت لهذا الصفو عين الزما

ن الصعب لو غارت وأن تنضبا

فراح جمع الشمل في فرقة

ايدي سباهل تدري ايدي سبا

بالله يا ريح الصبا حدثي

عن جيرة الحي وذاك الربى

لي في زوايا الربع من حيهم

قلب على جمر الغضا قلبا

لفقدهم طارت به لوعة

ما اخشن الفقد وما اصعبا

آه أيأتيني زماني بهم

ما ابعد الدار وما اقربا

اقطع بالفكر لهم سبسبا

اتبعه من لوعتي سبسبا

ابكي لهم وجدا وعن زفرة

دم دموعي ابيضى خضبا

اعجب ان ابقى وهم غيب

وحق لي يا مي ان اعجبا

كم اطلع الشمس بهم ساهرا

اغفل نجما وارى كوكبا

يجيئني الطيف باخبارهم

اقول يا اهلا ويا مرحبا

يطربني الطيف ولكنه

كم برق طيف قد غدا خلبا

يا اهل ذاك الحي حبي لكم

صار لقلبي في الهوى مذهبا

والهفي عنكم ودين الهوى

لم ابغ منه الصبر الا ابى

مسلوب كل بكم واله

يحق للولهان ان يسلبا

عسى الذي قدر تفريقنا

يجمعنا والقرب ان يكتبا

وحقكم يا من بكم مهجتي

مولوعة رغما لمن انبا

ما غبتمو عن ناظري طرفة

كذا قضى الباري ولا مهربا

كفى غرامي وهيامي بكم

طورا وسكري في الهوى مشربا

ما ارفع المعشوق في دسته

ما اهون العاشق ما اتعبا